[إشارة من شعر حسان للوصاية وللخبر النبوي في النور]
  بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا حَدَّثْتِينِي مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ ÷.
  قُلْتُ: إِنْ كَانَتِ اليَاءُ التَّحْتِيَّةُ ثَابِتَةً فِي الأَصْلِ، فَقَدْ جَاءَتْ عَلَى لُغَةٍ، حَكَاهَا نَجْمُ الدِّينِ الرَّضِيُّ(١)، وَهْيِ لِتَمْكِينِ كَسْرَةِ التَّاءِ الفَوْقِيَّةِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
  رَمَيْتِيهِ فَأَقْصَدْتِ ... وَمَا أَخْطَأَتِ الرَّمْيَهْ
  وَقَدْ وَرَدَتْ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ: «أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ»، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[إشارة من شعر حَسَّان للوصاية وللخبر النبوي في النور]
  (٧) مِنْ (صفح/١٢٢) (ج ٢)(٢): «قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَاعِرُ النَّبِيِّ ÷ يَرْثِيهِ(٣):
  مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّهَا ... كُحِلَتْ أَمَاقِيهَا بِكُحْلِ الأَرْمَدِ
  إِلَى أَنْ قَالَ:
  لَوْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْوَصِي مِنْ بَعْدِهِ ... أَوْصَى وَنُطْفَتُهُ قَسِيمَةُ أَحْمَدِ
  نُورًا تَنَقَّلُ مِنْ خُلَاصَةِ هَاشِمٍ ... إِذ بَايَعُوهُ هُدُوا لِدِينِ مُحَمَّدِ
  نُورًا أَضَاءَ عَلَى البَرِيَّةِ(٤) كُلِّهَا ... مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ
  قُلْتُ: فِي هَذَا تَصْرِيحٌ بِالْوَصَايَةِ، وَالأَخْبَارُ فِيهَا وَالآثَارُ أَشْهَرُ مِنْ فَلَقِ النَّهَار، قَد امْتَلأَتْ بِهَا الأَسْفَار، وَحَفلَتْ بِهَا أَشْعَارُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار(٥).
  وَفِي هَذِهِ الأَبْيَاتِ أَيْضًا إِشَارَةٌ إِلَى الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ فِي (النُّورِ).
(١) انظر (شرح الكافية) (٣/ ٢٣) ط: (دار الكتب العلمية)، والشاهد في البيت في قوله: (رَمَيْتِيْه) حيث لحقت الياءُ تاءَ الفاعلة المؤنثة، مع ضمير متَّصلٍ بعدها هو الهاء. أفاده محقق شرح الكافية.
(٢) وفي (٢/ ١٣١) ط: (دار الكتب العلمية).
(٣) انظر (ديوان حسان بن ثابت) (ص/٦٥)، ط: (دار الكتب العلمية).
(٤) كذا في ديوان حسان، والذي في (بهجة المحافل): أضاء على المدينة.
(٥) وقد تقدَّم من ذلك في هذا القسم في الكلام (مع ابن القيم في زاد المعاد) ما فيه بغية المرتاد، والله تعالى الموفق للحق والسداد.