مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[إشارة من شعر حسان للوصاية وللخبر النبوي في النور]

صفحة 422 - الجزء 1

  بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا حَدَّثْتِينِي مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ ÷.

  قُلْتُ: إِنْ كَانَتِ اليَاءُ التَّحْتِيَّةُ ثَابِتَةً فِي الأَصْلِ، فَقَدْ جَاءَتْ عَلَى لُغَةٍ، حَكَاهَا نَجْمُ الدِّينِ الرَّضِيُّ⁣(⁣١)، وَهْيِ لِتَمْكِينِ كَسْرَةِ التَّاءِ الفَوْقِيَّةِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

  رَمَيْتِيهِ فَأَقْصَدْتِ ... وَمَا أَخْطَأَتِ الرَّمْيَهْ

  وَقَدْ وَرَدَتْ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ: «أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ»، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[إشارة من شعر حَسَّان للوصاية وللخبر النبوي في النور]

  (٧) مِنْ (صفح/١٢٢) (ج ٢)⁣(⁣٢): «قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَاعِرُ النَّبِيِّ ÷ يَرْثِيهِ⁣(⁣٣):

  مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَنَامُ كَأَنَّهَا ... كُحِلَتْ أَمَاقِيهَا بِكُحْلِ الأَرْمَدِ

  إِلَى أَنْ قَالَ:

  لَوْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْوَصِي مِنْ بَعْدِهِ ... أَوْصَى وَنُطْفَتُهُ قَسِيمَةُ أَحْمَدِ

  نُورًا تَنَقَّلُ مِنْ خُلَاصَةِ هَاشِمٍ ... إِذ بَايَعُوهُ هُدُوا لِدِينِ مُحَمَّدِ

  نُورًا أَضَاءَ عَلَى البَرِيَّةِ⁣(⁣٤) كُلِّهَا ... مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ

  قُلْتُ: فِي هَذَا تَصْرِيحٌ بِالْوَصَايَةِ، وَالأَخْبَارُ فِيهَا وَالآثَارُ أَشْهَرُ مِنْ فَلَقِ النَّهَار، قَد امْتَلأَتْ بِهَا الأَسْفَار، وَحَفلَتْ بِهَا أَشْعَارُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار⁣(⁣٥).

  وَفِي هَذِهِ الأَبْيَاتِ أَيْضًا إِشَارَةٌ إِلَى الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ فِي (النُّورِ).


(١) انظر (شرح الكافية) (٣/ ٢٣) ط: (دار الكتب العلمية)، والشاهد في البيت في قوله: (رَمَيْتِيْه) حيث لحقت الياءُ تاءَ الفاعلة المؤنثة، مع ضمير متَّصلٍ بعدها هو الهاء. أفاده محقق شرح الكافية.

(٢) وفي (٢/ ١٣١) ط: (دار الكتب العلمية).

(٣) انظر (ديوان حسان بن ثابت) (ص/٦٥)، ط: (دار الكتب العلمية).

(٤) كذا في ديوان حسان، والذي في (بهجة المحافل): أضاء على المدينة.

(٥) وقد تقدَّم من ذلك في هذا القسم في الكلام (مع ابن القيم في زاد المعاد) ما فيه بغية المرتاد، والله تعالى الموفق للحق والسداد.