مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[التسمية في الوضوء]

صفحة 428 - الجزء 1

  فَمِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى الوُجُوبِ، قَوْلُهُ ÷: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ»، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الْمُؤَيَّدُ بِاللَّهِ فِي (شَرْحِ التَّجْرِيد)⁣(⁣١) عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #.

  وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ⁣(⁣٢) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

  قَالَ فِي (الرَّوْضِ النَّضِيرِ)⁣(⁣٣): قَالَ ابْنُ حَجَرٍ⁣(⁣٤): وَفِي الْبَابِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبِي سَبْرَةَ، وَأُمِّ سَبْرَةَ، وَعَلِيٍّ، وَأَنَسٍ.

  ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم، وَهْوَ حَدِيثُ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ»، إلخ، وَفِي كُلٍّ مِنْهَا مَقَالٌ. وَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ⁣(⁣٥): وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَجْمُوعَ الأَحَادِيثِ يَحْدُثُ مِنْهَا قُوَّةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَصْلًا.

  قاَلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَبَتَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَهُ. انْتَهَى الْمُرَادُ⁣(⁣٦).

  قُلْتُ: وَالتَّأوِيلُ الَّذِي ذَكَروهُ هُوَ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى نَفْي الْفَضِيلَةِ، وَهْوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ بِلَا دَلِيلٍ يَمْنَعُ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ الَّتِي هِيَ نَفْيُ الوُضُوءِ؛ إِذْ هُوَ شَرْعِيٌّ، أَوْ نَفْيُ الصِّحَّةِ؛ لأَنَّهَا أَقْرَبُ شَيءٍ إِلَى الْعَدَمِ، كَمَا قُرِّرَ فِي مَحَلِّهِ مِنَ الأُصُولِ.


(١) شرح التجريد (١/ ١٥٣).

(٢) (المستدرك) للحاكم النيسابوري (١/ ٢٤٦)، رقم (٥١٩)، وقال: «صَحِيحُ الإِسْنَادِ»

(٣) الروض النضير (١/ ١٤٨)، ط: (دار الجيل).

(٤) (تلخيص الحبير) لابن حجر (١/ ١٠٩) حديث رقم (٧٠).

(٥) أي ابن حجر.

(٦) وقال الحافظ ابن الصلاح: «ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحسن» حكاه عنه الحافظ ابن حجر في (نتائج الأفكار) (١/ ٢٣٥). وقال المنذري في (الترغيب والترهيب) (١/ ١٤٤) ط: (مكتبة المعارف): «ولا شكَّ أنَّ الأحاديثَ الَّتِي وردَتْ فيها، - وإن كان لا يَسلم شيءٌ مِنْها عن مقالٍ - فإنَّها تتعاضَدُ بِكَثْرَةِ طُرُقِها، وتكتسب قوَّة»، وقال ابن القَيِّم في (المنار المنيف) (ص/٨٠) عن أحاديث التسمية على الوضوء بأنها: «أحاديث حسان»، وقال ابن كثير في (الإرشاد): «طرقه يشد بعضها بعضًا فهو حديث حسن أو صحيح»، حكاه عنه الشوكاني في (السيل الجرار) (ص/٥٠) ط: (دار ابن حزم). وقال السيد العلامة ابن الأمير في (سبل السلام) (١/ ٥٢): «هذه الروايات يقوي بعضها بعضًا، فلا تخلو عن قوة»، وقال الشيخ أحمد شاكر في (شرحه على سنن الترمذي) (١/ ٣٨): «إِسْنَادٌ جَيِّدٌ حَسَنٌ»، وصححه الألباني في (صحيح الجامع) برقم (٧٥٧٣).