مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة]

صفحة 43 - الجزء 1

  الأَعلام قولَ صاحبِ الشريعة ÷: «سَيُكْذَبُ عَلَيَّ كَمَا كُذِبَ عَلَى الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبلِي، فَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَهوَ مِنِّي، وَأَنَا قُلتُهُ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَلَيسَ مِنِّي، وَلَمْ أَقُلْهُ».

  أخرجه الإمامُ الهادي إلى الحقِّ القويم يحيى بْنُ الحسينِ بنِ القاسمِ بْنِ إبراهيم عليهم الصلاةُ والتسليم في (كتاب السُّنَّة)⁣(⁣١)، والإمامُ النَّاصرُ لدين اللَّه أبو الفَتْحِ الدَّيْلَمِيُّ في (كتاب البرهان تفسير القرآن) عن رسولِ اللَّهِ ÷ أنَّه قال: «سَيَكثُرُ عَلَيَّ الكَذَّابَةُ، فَمَا أَتَاكُم عَنِّي فَاعرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ø، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذوهُ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَرُدُّوهُ».

  وأخرج الطبراني في (الكبير) عن ثَوبان⁣(⁣٢) عن النبيِّ ÷ أنَّه قال: «اعْرِضُوا حَدِيثِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَمَا وَافَقَهُ فَهْوَ مِنِّي وَأَنَا قُلْتُهُ».

  ذكره السيوطي في (الجامع الصغير)⁣(⁣٣).

  وروى أيضًا في (الكبير) عن عبدالله بن عُمَر⁣(⁣٤) عن النبيِّ ÷ أَنَّه قال: «سُئِلَتِ اليَهودُ عَنْ مُوسَى فَأَكْثَرُوا فِيهِ، وَزَادُوا وَنَقَّصُوا حَتَّى كَفَرُوا، وَسُئِلَتِ النَّصَارَى عَنْ عِيسَى فَأَكْثَرُوا فِيهِ، وَزَادُوا وَنَقَّصُوا حَتَّى كَفَرُوا، وَإنَّه سَيَفْشو عَنِّي أَحَادِيثُ فَمَا أَتَاكُمْ مِنْ حَدِيثِي فَاقْرَؤُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاعْتِبِرُوهُ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ، وَمَا لم يُوَافِقْ كِتَابَ اللَّهِ فَلَمْ أَقُلْهُ».

  قلت: أراد بما لم يوافق مع المخالفة كما سيأتي.

  وذكر قاضي القضاة⁣(⁣٥) ما لفظه: «وقد روي عن النبيِّ ÷: «سَيَأْتِيكُمْ


(١) (كتاب تفسير معاني السنة) المطبوع ضمن مجموع الإمام الهادي إلى الحق (ع) (ص/٤٨٠)، ط: (مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع)).

(٢) (المعجم الكبير) للطبراني (٢/ ٩٧)، رقم (١٤٢٩).

(٣) (المعجم الصغير) للسيوطي (١/ ٧٤)، رقم (١١٥١).

(٤) (المعجم الكبير) للطبراني (١٢/ ٣١٦)، برقم (١٣٢٢٤).

(٥) عبد الجبار بن أحمد في كتابه (طبقات المعتزلة) (ص/١٩٣) ط: (الدار التونسية).