[الكلام على حديث «يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام»]
  الأَوَّلُ: لِلْهَادَوِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ: أَنَّهُ يَجِبُ غَسْلُهُمَا كَسَائِرِ النَّجَاسَاتِ؛ قِيَاسًا [لِبَوْلِهِمَا] عَلَى سَائِرِ النَّجَاسَاتِ، وَتَأَوَّلُوا الأَحَادِيثَ، وَهْوَ تَقْدِيمٌ لِلْقِيَاسِ عَلَى النَّصِّ ...»، إلخ.
  قُلْتُ: بَلْ تَقْدِيمٌ لِلْعَمَلِ بِعُمُومِ النَّصِّ الوَارِدِ فِي خَبَرِ عَمَّارٍ، الَّذِي صَحَّحَهُ أَئِمَّةُ الْعِتْرَةِ $، وَسَائِرِ الأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى نَجَاسَةِ البَوْلِ عَلَى العُمُومِ، كَحَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَالإِجْمَاعِ عَلَى نَجَاسَةِ البَوْلِ فِي الْجُمْلَةِ، وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الأَخْبَارَ الضَّعِيفَةَ، وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الاحْتِيَاطُ، وَلَا وَجْهَ لِهَذَا التَّطْلِيح، كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ ذُو النَّظَرِ الصَّحِيح، وَاللُّبِّ الرَّجِيح.
  (٣) حَاشِيَةٌ أُخْرَى عَلَى قَوْلِهِ: «وَهْوَ تَقْدِيمٌ لِلْقِيَاسِ عَلَى النَّصِّ» مِنْ (صفح - ٥٣) فِي شَرْحِ حَدِيثِ أَبِي السَّمْحِ، فِي (سُبُلِ السَّلَامِ).
  قُلْتُ: يُقَالُ: لَيْسَ عُمْدَتُهُم فِي ذَلِكَ الْقِيَاس أَصْلًا، وَإِنَّمَا اسْتَدَلُّوا بِالأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى نَجَاسَةِ البَوْلِ عَلَى العُمُومِ، وَلَمْ يَصِحَّ لَهُمُ التَّخْصِيصُ؛ لِضَعْفِ سَنَدِهِ، وَاحْتِمَالِهِ.
  عَلَى أَنَّ كَثِيرًا مِنْ عُلَمَاءِ الأُصُولِ لَا سِيَّمَا قُدَمَاءَ أَئِمَّةِ الْعِتْرَةِ $ - مِنْ سَلَفِ الْمُؤَلِّفِ الَّذِينَ يَتَجَاهَلُ مُؤَلَّفَاتِهِم، وَتَحْقِيقَ مَذَاهِبِهِم - يَقُولُونَ بِوُجُوبِ تَأْوِيلِ الخَاصِّ إِذَا كَانَ العَامُّ قَطْعِيَّ السَّنَدِ.
  وَقَدْ بَسَطْتُ الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي (فَصْلِ الْخِطَابِ) بِمَا لَا يَحْتَمِلُهُ الْمَقَام، وَالْمَسْأَلَةُ مُسْتَوْفَاةٌ فِي مَحَلِّهَا مِنَ الأُصُولِ.
  وَالْعُمُومَاتُ هِيَ أَحَادِيثُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ البَوْلِ، وَقَدْ رَوَاهَا الإِمَامُ الأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ @(١)، وَالسِّتَّةُ إِلَّا الْمُوَطَّأَ(٢).
(١) مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي @ (ص/٧٢)، ولفظه: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ $ قَالَ: «عَذَابُ الْقَبْرِ مِنْ ثَلَاثَةٍ: مِنَ الْبَوْلِ وَالدَّيْنِ وَالنَّمِيمَةِ».
(٢) روى البخاري برقم (١٣٧٨)، واللفظ له، ومسلم برقم (٦٧٧)، وأحمدُ بن حنبل برقم (١٩٨٠)، وأبو داود برقم (٢٠)، والترمذي برقم (٧٠) وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، والنسائي برقم (٢٧)، =