[طريقة ابن الأمير في مؤلفات أهل البيت $]
  وَخَبَرُ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ(١)، الَّذِي أَعْرَضَ عَنْهُ الْمُؤْلِّفُ صَفْحًا(٢)، وَطَوَى دُونَهُ كَشْحًا(٣)؛ لِأَنَّ بَعْضَ الْقَوْمِ قَدْ قَدَحَ فِيهِ، وَلَمْ يَأْتُوا عَلَى ذَلِكَ بِحُجَّةٍ، وَإِنَّمَا جَرَحُوا الرَّاوِيَ(٤)؛ لِمُخَالَفَتِهِ لَهُم فِي الْمَذْهَبِ، وَهْوَ مَرْدُودٌ بِإِقْرَارِهِم، وَبَعْضُ الْجَرْحِ تَعْدِيلُ، وَقَدْ قَبِلَهُ أَعْلَامُ الْعِتْرَةِ $، وَالقَوْلُ مَا قَالَتْ حَذَامِ.
[طريقة ابن الأمير في مؤلفات أهل البيت $]
  وَطَرِيقَةُ الْمُؤَلِّفِ مَعْلُومَةٌ فِي مُجَانَبَتِهِ، فَلَا تَرَاهُ يَرْوِي خَبَرًا مِنْ مَجْمُوعِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $، وَلَا مِنْ (أَمَالِي الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى)، وَلَا مِنْ (أَحْكَامِ الإِمَامِ الهَادِي إِلَى الْحَقِّ)، وَلَا مِنْ (شَرْحِ التَّجْرِيدِ) للإِمَامِ الْمُؤَيَّدِ بِاللَّهِ، وَلَا مِنْ (شَرْحِ التَّحْرِيرِ) للإِمَامِ أَبِي طَالِبٍ، وَلَا مِنْ (أَمَالِيَّاتِهِمْ)، وَلَا مِنْ غَيْرِهَا مِنْ مَرْوِيَّاتِهِم $، لَا تُحِسُّ لَهَا فِي شَرْحِهِ هَذَا وَلَا غَيْرِهِ مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ ذِكْرًا،
= ورواه كذلك ابنُ ماجه برقم (٦٩) بإسنادهم جميعًا إلى الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ¤، مَرَّ النَّبِيُّ ÷ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ»، ثُمَّ قَالَ: «بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ». قلت: وفي الباب أحاديث كثيرة. وقال السيد ابن الأمير في (سبل السلام) (١/ ٨٢) ط: (دار الفكر) - بعد أن روى بعض الأحاديث في عذاب القبر من البول ونحوها -: «وَفِيْهِ دَلَالَةٌ عَلَى نَجَاسَةِ البَولِ».
(١) وهو قولُهُ ÷: «يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكِ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتِكَ، إِنَّمَا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، وَالْمَنِيِّ مِنَ الْمَاءِ الأَعْظَمِ، وَالدَّمِ، وَالْقَيْءِ».
قال في (المصباح): «الرَّكْوَةُ: مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ دَلْوٌ صَغِيرَةٌ، وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ».
والحديث أخرجه أبو يعلى (٣/ ١٨٥)، رقم (١٦١١)، والدارقطني في (السنن) برقم (٤٥٨)، والبزار في (المسند)، بلفظ: «يَا عَمَّارُ، إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَالْقَيْءِ، وَالدَّمِ».
(٢) «ضَرَبَ عَنْهُ صَفْحًا: أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ». تمت من (مختار الصحاح).
(٣) «(الْكَشْحُ) - بِوَزْنِ الْفَلْسِ -: مَا بَيْنَ الْخَاصِرَةِ إِلَى الضِّلْعِ الْخَلْفِيِّ. وَطَوَى فُلَانٌ عَنِّي كَشْحَهُ أَيْ قَطَعَنِي. وَ (الْكَاشِحُ): الَّذِي يُضْمِرُ لَكَ الْعَدَاوَةَ، يُقَالُ: (كَشَحَ) لَهُ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ بَابِ قَطَعَ، وَ (كَاشَحَهُ) بِمَعْنًى». تمت من (مختار الصحاح).
(٤) وهو ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ. قال المولى العلامة عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي @ في (الجداول): «ثابت بن حماد الشيباني، عن الضحاك بن مزاحم، وعنه: أبو سفيان، ورَوَى عن ابنِ جُدْعَانَ، ويونس، هو راوي حديث عَمَّار، أَنكروا عليه تفردَه به. قال المولى العلامة: قد توبع عليه، وروى في (نَصْبِ الرايةِ) توثيقه». انتهى. قلت: انظر (نصب الراية لأحاديث الهداية) (١/ ٢١١).