مع العباس بن أحمد في تتمة الروض النضير
  هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ)(١)، مُشِيرًا إِلَى الْحَسَنَيْنِ، فَانْظُرْ وَطَالِعْ وَتَدَبَّرْ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
  كَتَبَهُ مُتَطَفِّلًا بَعْدَ البَحْرَيْنِ - شَرَفِ الدِّينِ(٢)، وَضِيَاءِ الْمِلَّةِ(٣)، رَحِمَ اللَّهُ الْحَسَنَ، وَأَبْقَى لَنَا مَجْدَنَا بِبَقَاءِ مَوْلَانَا مَجْدالدِّين بْنِ مُحْمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيِّ حَفِظَهُ اللَّه تَعَالَى -: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَيَّدِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ، الْمُلَقَّبُ الْمُخْتَفِي.
  وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَاحِبُ (الْمُحِيطِ بِالإِمَامَةِ) بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: دَخَلَ نَفَرٌ مِنَ الْكُوفَةِ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَسَاقَ إِلَى قَوْلِهِ: فَقَالَ - يَعْنِي زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ @ -: إِنَّهُ مَا مِنْ قَرْنٍ يَنْشَأُ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ ø مِنَّا رَجُلًا، أَوْ خَرَجَ مِنَّا رَجُلٌ حُجَّةٌ عَلَى ذَلِكَ القَرْنِ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَ.
  وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ(٤)، وَابْنُ الأَثِيرِ(٥)، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لِلَّذِينَ رَفَضُوهُ - وَقَدْ قَالُوا لَهُ: مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ -: إِنَّ أَشَدَّ مَا أَقُولُ فِيمَنْ ذَكَرْتُمْ أَنَّا كُنَّا أَحَقَّ بِسُلْطَانِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ مِمَّنْ ذَكَرْتُم، وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، فَدَفَعُونَا عَنْهُ، وَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ بِهِمْ كُفْرًا.
  فَهَذِهِ رِوَايَةُ العَامَّةِ كَمَا أَفَادَ ذَلِكَ الْمَوْلَى الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُوثِيُّ أَيَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
  فَكَيْفَ يَعْدِلُ عَنْ هَذَا الشَّارِحُ، وَلَا يَتَنَبَّهُ لِذَلِكَ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. انْتَهَى.
(١) قال أمير المؤمنين #: (إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لَا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ وَلَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ).
(٢) شرف الدين هو السيد العلامة نجم العترة الحسن بن الحسين رضوان الله تعالى وسلامه عليهما.
(٣) ضياء الملة: مولانا الإمام الحجة المجدّد للدين مَجْدالدِّيْن بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٤) (تاريخ الأمم والملوك) للطبري (٤/ ٢٠٤)، ط: (دار الكتب العلمية).
(٥) (الكامل في التاريخ) لابن الأثير (٤/ ٤٥٢)، ط: (دار الكتب العلمية).