[الرد عليه في قوله: لكنه إذا تغلب وجبت طاعته]
  اعْتَزَلَهُم سَلِمَ، وَمَنْ خَالَطَهُم هَلَكَ»، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ(١)، وَالطَّبَرَانِيُّ(٢) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ®.
  وَفِي آخَرَ: «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ؛ فَإِن لَمْ يَسْتَقِيمُوا لَكُمْ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ، وَأَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ(٣)»، أَخْرَجَهُ فِي (الْجَامِعِ الْكَافِي) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ(٤)، وَالْخَطِيبُ(٥) عَنْ ثَوْبَانَ، وَالطَّبَرَانِيُّ(٦) عَنْ نُعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ. وَحَسَّنَهُ السُّيوطِيُّ(٧).
  وَفِي آخَرَ: «الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، مَا إِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا، وَإِذَا اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». أَخْرَجَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ فِي (الْجَامِعِ الْكَافِي).
  وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ(٨) بِزِيَادَةِ: «لَا يُقْبَلُ مِنْهُم صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ(٩)».
(١) (المصنَّف) لابن أبي شيبة (٢١/ ٣٤٨) برقم (٣٨٨٩٨)، ولفظه: «إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ بَارَأَهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ، أَوْ كَادَ، وَمَنْ خَالَطَهُمْ هَلَكَ».
(٢) (المعجم الكبير) للطبراني (١١/ ٣٩) رقم (١٠٩٧٣).
(٣) (الخَضْرَاءُ: سَوَادُ القَوْم ومُعْظَمُهُم) وَمِنْهُ حَدِيثُ الفَتْحِ: (أُبِيدَتْ خَضْرَاءُ قُرَيشٍ) أَي دَهْماؤُهُم وَسَوَادُهُم. وَمِنْهُ قَوْلُهُم: أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهُم، أَي سَوَادَهم ومُعْظَمَهم. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَبادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهُم أَي شَجَرَتَهم الَّتِي مِنْهَا تَفَرَّعُوا، وجَعَلَهُ مِنَ الْمَجَازِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَي دُنْيَاهم، يُرِيد قَطَع عَنْهُم الحَيَاةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَذْهَبَ اللَّهُ نَعِيمَهُم وخِصْبَهُم. انتهى بتصرف من (تاج العروس).
(٤) (المسند) لأحمد (٣٧/ ٧١)، رقم (٢٢٣٨٨)، بلفظ: «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ».
(٥) (تاريخ بغداد) للخطيب (٣/ ٣٦٧)، (١٢/ ١٤٦). قلت: ورواه الطبراني في (المعجم الأوسط) (٨/ ١٥)، رقم (٧٨١٥)، ط: (دار الحرمين). قال الهيثمي في (المجمع) (٥/ ٢٣١): «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ، وَرِجَالُ الصَّغِيرِ ثِقَاتٌ».
(٦) عزاه إلى (الطبرانيِّ): الهيثميُّ في (مجمع الزوائد) (٥/ ٢٣١).
(٧) في (الجامع الصغير) (١/ ٦٦)، رقم (٩٩٦)، ط: (دار الكتب العلمية).
(٨) (المسند) لأحمد (٣٢/ ٣١١) برقم (١٩٥٤١) عن أبي موسى.
(٩) قال ابن الأثير في (جامع الأصول): «العَدْل: الفِدْية، وقيل: الفَرِيضَة. والصَّرف: التَّوبَة، وقيل: النَّافِلَة». وقال الزبيدي في (تاج العروس): ««لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ»: التَّوْبَةُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ. قَالَه مَكْحُولٌ. أَو: هُوَ النافِلَةُ، والعَدْلُ: الفَرِيضَةُ. قَالَه أَبو عُبَيْدٍ. أَو بالعَكْسِ، أَي: لَا يُقْبَلُ مِنْهُ فَرْضٌ وَلَا تَطَوُّعٌ. نَقله ابنُ دُرَيْدٍ عَن بعضِ أَهلِ اللُّغَةِ. أَو: هُوَ الوَزْنُ، والعَدْلُ: الكَيْلُ. أَو هُوَ الاكْتِسابُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ ...».