مِثْلِهَا فَاقْتُلُوهُ؟

  وَقَدْ نُظِّمَتْ فِي ذَلِكَ الأَشْعَارُ كَمَا قَالَ⁣^(⁣١):

  فَبَيْعَةُ هَذا أَحْكَمَ اللَّهُ عَقْدَهَا ... وَبَيْعَةُ هَذَا فَلْتَةٌ قَالَ صَاحِبُهْ

  فَهُمْ يُقِرُّونَ أَنَّهَا كَانَتْ فَلْتَةً، وَيَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ عَادَ إِلَى مِثْلِهَا بِالْقَتْلِ، وَنَقُولُ نَحْنُ: بَلْ إِنَّهَا تَمَّتْ، وَانْعَقَدَتْ بِإِجْمَاعِ جُلِّ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، وَلَا اعْتِبَارَ بِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا، وَنَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَى صِحَّةِ مَا وَقَعَ عَلَى مِثْلِهَا!.

  إِنَّ هَذَا لَأَعْجَبُ الْعَجَبِ، وَإِنَّهُ لَمُخَالِفٌ حَتَّى لِلْعَاقِدِينَ أَنْفُسِهِم.

  وَأَمَّا قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #: (إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ...) إلخ؛ فَإِنَّمَا هُوَ احْتِجَاجٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَإِلْزَامٌ لِلْخَصْمِ بِمَا يَلْتَزِمُهُ.

  وَقَوْلُهُ: (وَإِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ...)، إِلى آخِرِهِ - صَحِيحٌ أَنَّهُم مَتَى أَجْمَعُوا، إلخ، وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُم أجْمَعُوا عَلَى إِمَامَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

  وَكَيْفَ يَقُولُ ذَلِكَ أَوْ يَقْصِدُهُ، وَهْوَ أَوَّلُ الْمُخَالِفِينَ!.

  وَإِنَّما كَلَامُهُ # عَلَى «الأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ» فِي اسْتِدْرَاجِ الْخَصْمِ، وَإِلْزَامِهِ بِمَا يَلْتَزِمُهُ، وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ.

= شاكر)، بلفظ: «إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً، أَلَا وَإِنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ ø وَقَى شَرَّهَا». قال المحقق: «إسناده صحيح». ورواه ابن حبان (٢/ ١٥٠) رقم (٤١٣) (٤١٥) ط (الرسالة)، ولفظ رقم (٤١٣): «إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً، أَلَا وَإِنَّهَا كَانَتْ فَلْتَةً إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا». وصحح المحقق إسناده على شرط الشيخين.

وقال الألباني في (التعليقات الحسان): «صحيح». وفي لفظ حديث رقم (٤١٤): «إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَقَدْ كَانَتْ فَلْتَةً، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا». قال (الأرنؤوط): «إسناده صحيح على شرط الشيخين»، وقال الألباني: «صحيح». ورواه البزار في (مسنده) (١/ ٢٩٩ - ٣٠٢) رقم (١٩٤)، ونحوها روى النسائي في (سننه الكبرى) (٤/ ٢٧٢) رقم (٧١٥١)، ورقم (٧١٥٤)، وغيرهم كثير.

انظر لوامع الأنوار - الفصل الثامن للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # ج ٢/ ٥٢٣/ط ٢، ج ٢/ ٥٩٥/ط ٣.

(١) للهَبَلِ ¦، كما في ديوانه (ص/١١٨).