مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[أصل تسمية أهل السنة والجماعة]

صفحة 582 - الجزء 1

[أصل تسمية أهل السنة والجماعة]

  (١٥) وَقَالَ الإمام الحجّة مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَيَّدِيُّ #:

  قَوْلُهُ⁣(⁣١): «وَإِلَّا فَالَّذِي فِي نَفْسِ الأَمْرِ أَنَّ لِكُلٍّ مِنَ الأَرْبَعَةِ مِنَ الْفَضَائِلِ إِذَا حُرِّرَ بِمِيزَانِ العَدْلِ لَا يَخْرُجُ عَنْ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَصْلًا»، فِي الصفح المذكور (ص/٣٦٧) مِنَ الْحَدِيثَةِ، و (ص/٢٥٢) مِنَ القَدِيمَةِ.

  يُقَالُ: سُنَّةُ مَنْ؟!، وَجَمَاعَةُ مَنْ؟! يَاخَيْبَةَ الدَّاعِي⁣(⁣٢) إِلَامَ دَعَا! لَمَّا قَطَعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ¦ سُنَّةَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: السُّنَّةَ السُّنَّةَ. فَقَالَ لَهُ: قَبَّحَكَ اللَّهُ بَل البِدْعَةُ. هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِي التَّسْمِيَةِ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْهُ الْمُتَأَخِّرُونَ.

  وَلَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ السِّبْطُ مُعَاوِيَةَ سَمَّوا ذَلِكَ العَامَ (عَامَ الْجَمَاعَةِ).

  وَعَلَى هَذَا الأَسَاسِ الْمُنْهَارِ سَمَّوا أَنْفُسَهُم (أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ).

  أَمَّا سُنَّةُ الرَّسُولِ ÷، وَجَمَاعَةُ الْحَقِّ، فَهْيَ مُشْتَرَكَةُ الدَّعْوَى بَيْنَ فِرَقِ الأُمَّةِ.

  وَأَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، الَّذِينَ شَهِدَتْ لَهُم آيُ التَّطْهِيرِ، وَالْمَوَدَّةِ، وَالْمُبَاهَلَةِ، وَأَخْبَارُ الْكِسَاءِ، وَالثَّقَلَيْنِ، وَالسَّفِينَةِ، أَوْلَى بِذَلِكَ قَطْعًا.

  وَبِاللَّهِ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّاظِرُ الْمُنْصِفُ الْمُتَدَبِّرُ انْظُرْ كَيْفَ يُدَافِعُونَ وُجُوهَ النُّصُوصِ النَّبَوِيَّةِ، بَلْ وَالآيَاتِ القُرْآنِيَّةِ، وَيَعْطِفُونَهَا عَلَى قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - بِزَعْمِهِم -، بِمُجَرَّدِ الْهَوَى وَالْعَصَبِيَّةِ.


(١) هو تكملة قول ابن حجر السابق الذي في (فتح الباري) (٧/ ٨٩).

(٢) يَا خَيْبَةَ الدَّاعِي إِلَامَ دَعَا!: خَابَ الرجل إذا لم ينل مطلوبه، والخيبة: المصدر، وتارة تكون مرفوعةً عَلَى الابتداء، كقولك: خيبةٌ لِزَيْدٍ، وتارة تكون منصوبة على المصدرية، متصلًا بها حرف النداء كقولك: يا خيبةَ زيد، ويا خيبةَ الداعي، والمنادَى محذوف، أي ياقومي، كقوله تعالى: {يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ}⁣[يس/٣٠]، وغيرَ مصدرٍ، كقولك: خيبةً لزيدٍ، كقولهم: صَدْعًا له وَعَقْرًا.

وما: استفهام وارد على جهة التعجب، في موضع جر بالحرف قبلها. تمت بتصرف من (الديباج الوضي) للإمام يحيى بن حمزة @.