مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[انتشار فضائل ومناقب أمير المؤمنين #]

صفحة 581 - الجزء 1

  وَاسْتَوْفَى الْكَلاَمَ فِي ذَلِكَ السَّيِّدُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الوَزِيرُ⁣(⁣١)، وَالسَّيِّدُ الإِمَامُ الْحُسَيْنُ بْنُ القَاسِمِ فِي شَرْحِ الغَايَةِ⁣(⁣٢)، وَفِي حَوَاشِي كَافِلِ ابْنِ لُقْمَانَ⁣(⁣٣)، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

[انتشار فضائل ومناقب أمير المؤمنين #]

  (١٤) وَقَالَ مَوْلَانَا الإمام الحجّة مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيُّ #:

  قَوْلُهُ⁣(⁣٤): «وَكَأنَّ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ وَوَقَعَ الاخْتِلَافُ فِي زَمَانِهِ، وَخُرُوجُ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لانْتِشَارِ مَنَاقِبِهِ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ كَانَ بَيْنَهَا مِنَ الصَّحَابَةِ رَدًّا عَلَى مَنْ خَالَفَهُ»، إِلخ (صفحة - ٣٦٧) فِي (الْحَدِيثَةِ)، وَفِي (القَدِيمَةِ - ٢٥٢):

  انْظُرْ إِلَى هَذَا التَّمَحُّلِ البَاطِلِ، لِتَعْلِيلِ انْتِشَارِ فَضَائِلِ إِمَامِ الأَبْرَارِ بِمَا هُوَ خِلَافُ الْحَقِيقَةِ وَالوَاقِعِ، فَالْمَعْلُومُ أَنَّ الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيِّةَ وَالعَبَّاسِيَّةَ قَامَتَا بِإِبْلَاغِ كُلِّ الْجُهْدِ فِي كَتْمِ فَضَائِلِ الوَصِيِّ، وَطَمْسِ مَنَاقِبِهِ، وَسَاعَدَهُم الْمُؤَلِّفُونَ رَغْبًةً وَرَهْبَةً، حَتَّى كَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذْكُروُهُ بِاسْمِهِ.

  وَأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ الْمُتَكَلَّفَ، وَالتَّأْوِيلَ الْمُتَعَسَّفَ مِنْ آثَارِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ الْكَاتِمَيْنِ⁣(⁣٥) مَا مَلَأَ الْخَافِقَيْنِ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.


(١) (العواصم والقواصم) لابن الوزير (٢/ ٣٨٩).

(٢) (شرح الغاية) (١/ ٥٤٣).

(٣) (شرح الكافل) للسيد العلامة أحمد بن محمد لقمان $ (ص/١٤٥)، ط: (مكتبة اليمن الكبرى)، وانظر (شرح الكافل) للعلامة علي بن صلاح الطبري ¦ (١/ ١٥٠).

(٤) هو قول ابن حجر في (فتح الباري) (٧/ ٨٩)، والسيد العباس بن أحمد ناقلٌ منه.

(٥) كاتمها خوفًا، أو كاتمها حسدًا.