(14) - الآية: {وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ ٤}
  وَلَسَقَطَتْ مَنْزِلَتُهُ، وَصَارَ هُوَ وَالشَّيَاطِين، وَالْمَرَدَة الْمُفْسِدِينَ عَلَى سَوَاءٍ.
  فَكَيْفَ يَنْسِبُونَ ذَلِكَ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ، وَأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ، القَائِلِ فِي كِتَابِهِ الْمُبِين: {وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة]، {وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ}[الزمر: ٧]، {وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، {وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ٤٩}[الكهف]، {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ}[البقرة: ١٨٥]، {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ ٣٧}[ق].
  وَقَد اسْتَوْفَيْتُ البَحْثَ فِي هَذَا وَأَمْثَالِهِ فِي كِتَابِ (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(١) - نَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ -، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ.
  نَعَم، وَأَوْرَدْتُ بَحْثًا نَافِعًا فِي خُصُوصِ تَفْسِيرِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي كِتَابِ (شَرْحِ الزُّلَفِ) فِي (صَفْحَةِ/٢٠٥) (ط ١)، و (صَفْحَة/٣٠٠) (ط ٢)، و (صَفْحَة/٤٠٦) (ط ٣)(٢).
  (١٤) الآية: {وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ ٤}[الأعراف]:
  قَالَ البَيْضَاوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ في (ص/١٩٩): «{أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ ٤} عَطْفٌ عَلَيْهِ، أَيْ قَائِلِينَ نِصْفَ النَّهَارِ، كَقَومِ شُعَيْبٍ، وَإِنَّمَا حُذِفَتْ وَاوُ الْحَالِ اسْتِثْقَالًا؛ لاِجْتِمَاعِ حَرْفَي عَطْفٍ؛ فَإِنَّهَا وَاوُ عَطْفٍ اسْتُعِيرَتْ لِلْوَصْلِ لَا اكْتِفَاءً بِالضَّمِيرِ؛ فَإِنَّهُ غَيْرُ فَصِيحٍ».
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَلْ هُوَ فَصِيحٌ قُرْآنِيٌّ، وَقَدْ سَبَقَ لَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ البَقَرَةِ: {بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ}[البقرة: ٣٦]، أَنَّهُ اسْتَغْنَى فِيهَا عَنِ الوَاوِ بِالضَّمِيرِ، وَيَأْتِي لَهُ فِي ثَالِثِ وَرَقَةٍ هُنَا (ص/٢٠٢).
  فَقَوْلُهُ: «إِنَّهُ غَيْرُ فَصِيحٍ» غَيْرُ صَحِيحٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ.
(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الثاني) (ط ١) (١/ ٢٣٢)، (ط ٢) (١/ ٣٠٢)، (ط ٣) (١/ ٤٧٦).
(٢) وفي (ط ٤/ ٤١٠).