مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مع محمد رضا في كتابه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

صفحة 629 - الجزء 1

  فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ».

  وَقَوْلُهُ ÷: «لَا يُحِبُّهُ إلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إلَّا مُنَافِقٌ»، فِي آيَاتٍ تُتْلَى، وَأَخْبَارٍ تُمْلَى.

  وَقَدْ أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الأُمَّةِ شِيعِيُّهَا وَسُنِّيُّهَا عَلَى أَنَّ الْحَقَّ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #، وَأَنَّهُ إِمَامُ الْهُدَى، وَأَنَّ الْمُحَارِبِينَ لَهُ بُغَاةٌ.

  وَهَلْ بَعْدَ أَنَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنَاةٍ؟ وَهَلْ بَعْدَ صَبْرِهِ مِنْ صَبْرٍ؟ وَهَلْ بَعْدَ حِلْمِهِ مِنْ حِلْمٍ؟ وَهْوَ مَا زَالَ يُعْذِرُ إِلَيْهِمْ وَيُنْذِرُهُمْ وَيُحَذِّرُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ وَيَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ، وَيُكَرِّرُ عَلَيْهِم الدُّعَاءَ إِلَى الطَّاعَةِ الَّتِي فَرَضَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِم، وَلَمْ يَبْدَأْهُمْ حَتَّى بَدَأُوهُ، وَلَمْ يُقَاتِلْهُمْ حَتَّى قَاتَلُوهُ، وَقَتَلُوا أَصْحَابَهُ، وَسَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَانْتَهَكُوا حُرْمَةَ الإِسْلَامِ، وَطَلَبُوهُ بِدَمٍ هُمْ سَفَكُوهُ، وَبِحَقٍّ هُمْ تَرَكُوهُ.

  وَأمَّا قَوْلُكُ يَا خُضَرِي بك: وَإِنَّ مِنَ الْخَطَأِ العَظِيمِ أَنْ يَسْتَعِينَ عَلِيٌّ، ... إِلخ، فَيُقَالُ:

  إِنَّ هَذِهِ الْحِكَايَاتِ عَلَى أُسْطُورَةِ السَّبَئِيَّةِ الَّتِي تَلَقَّفَهَا الْحَشَوِيَّةُ لَا أَصْلَ لَهَا مِنَ الصِّحَّةِ، ثُمَّ لَو فُرِضَ أَنَّهُ # اسْتَعَانَ بِهِمْ فَقَدْ اسْتَعَانَ أَخُوهُ الرَّسُولُ ÷ بِالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الحيْرَةِ، وَعَمَى البَصِيرَةِ، {فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ٤٦}.

  كَتَبَهُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ: مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَيَّدِيُّ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُم.