فتاوى وبحوث فقهية
  بِالصَّلَاةِ ...»، إِلى آخِرِهِ، لَمْ يَصِحَّ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحَةٍ بَعْدَ البَحْثِ وَالتَّحْقِيقِ، وَثَبَتَ أَنَّ فِي رُوَاتِهِ بَعْضَ الْغُلَاةِ، وَإِنْ رَوَاهُ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ، فَقَدْ أَوْضَحُوا سَنَدَهُ، فَالْعُهْدَةُ عَلَى الْمُطَّلِعِ فِي النَّظَرِ فِي الرِّجَالِ.
  وَقَد انْكَشَفَ أَنَّهُ غَيْرُ صَحِيحٍ، بَلْ قَدْ قَدَحَ فِي بَعْضِ رُوَاتِهِ الإِمَامِيَّةُ، مَعَ أَنَّهُ مِنْهُم.
  فَمِنْ رُوَاتِهِ: الْبَرْقِيُّ(١).
  قَالَ النَّجَاشِيُّ(٢): إِنَّهُ أَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَاعْتَمَدَ عَلَى الْمَرَاسِيلِ.
  وَفِي (الْخُلَاصَةِ) لِلْحِلِّي(٣) مِنَ الإِمَامِيَّةِ: قَالَ الغَضَائِرِيُّ(٤): طَعَنَ عَلَيْهِ الْقُمِّيُونَ، وَلَيْسَ الطَّعْنُ عَلَيْهِ، إِنَّمَا الطَّعْنُ فِيمَنْ يَرْوِي عَنْهُ.
  فَهَذَا بَعْضُ الْكَلَامِ فِي بَعْضِ رِجَالِهِ(٥)، وَلَا يَسَعُ الْحَالُ الاِسْتِكْمَال.
  وَقَدْ أَوْضَحْتُ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَقَامِ.
  وَمَا أَحَقّهُ أَلَّا يَصِحَّ؛ لِمُخَالَفَتِهِ لِمَا وَرَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى صَرِيحًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ}[الأعراف: ٢٠٥]، وَقَوْلِهِ ø: {ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٥٥}[الأعراف]، وَمَدَحَ نَبِيئَهُ زَكَرِيَّا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا ٣}[مريم].
(١) البرقي هنا هو أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي، أبو جعفر.
(٢) (رجال النجاشي) (ص/٧٦)، رقم (١٨٢).
(٣) (خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) لابن المطهر الحلي (ص/٦٣).
(٤) (الرجال) لابن الغضائري (ص/٣٩) رقم (١٠)، ولفظ المطبوع: «طَعَنَ الْقُمِّيُونَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ الطَّعْنُ فِيْهِ، إِنَّمَا الطَّعْنُ فِيْمَنْ يَرْوِي عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ لَا يُبَالي عَمَّن يَأَخُذُ، عَلَى طَرِيْقَةِ أَهْلِ الأَخْبَارِ». قلت: وقال الطوسي في (الفهرست) (ص/٥٨) رقم (٦٥)، ط: (الأعلمي): «أَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَاعْتَمَدَ الْمَرَاسِيْلِ».
(٥) وأيضًا في السند والد أحمد هذا، وهو محمد البرقي، ففي (رجال النجاشي) (ص/٣٣٥) رقم (٨٩٨): «محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو عبد الله، إلى أن قال: وكان محمدٌ ضعيفًا في الحديث ...».