أَحَدُ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ⁣^(⁣١) - عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ⁣^(⁣٢) - قُلْتُ: اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ - عَنْ أَبِي نَضْرَةَ⁣^(⁣٣)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ⁣^(⁣٤)، قَالَ: انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِلَى غَدِيرٍ فِيهِ جِيفَةٌ، فَقَالَ: «اسْقُوا وَاسْتَقُوا؛ فَإِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيءٌ».

  قُلْتُ: وَقَدْ ثَبَتَ تَعْدِيلُ بَعْضِ رِجَالِ السَّنَدِ، وَلَمْ يَظْهَرْ فِي البَقِيَّةِ أَيُّ قَادِحٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُم الإِمَامُ الْمُؤَيَّدُ بِاللَّهِ # جَمِيعًا، وَقَدْ رُوِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مِنْ غَيْرِ طَرِيقٍ مَعَ صِحَّةِ مَعْنَى الْخَبَرِ، نَصَّ أَعْلَامُ الْعِتْرَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ.

  وَبِمَجْمُوعِ هَذَا أُرَجِّحُ صِحَّتَهُ.

  وَأَرْوِي بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ إِلَى الإِمَامِ القَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَجْمِ آلِ الرَّسُولِ ~ وَعَلَيْهِم أَنَّهُ قَالَ: لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ شَيءٌ إِلَّا أَنْ يَتَغَيَّرَ رِيحُهُ أَوْ طَعْمُهُ أَوْ لَوْنُهُ، إِلَى آخِرِهِ.

  وَأَرْوِي بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ إِلَى السَّيِّدِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ كِتَابَهُ (الْجَامِعَ الْكَافِي)، قَالَ فِيهِ: قَالَ الْقَاسِمُ #: لَا يُفْسِدُ الْمَاءَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا غَيَّرَهُ، وَتَبَيَّنَ فِيهِ أَثَرُهُ وَقَذَرُهُ. إِلَى قَوْلِهِ: وَقَالَ الْقَاسِمُ # أَيْضًا - فِيمَا رَوَاهُ دَاودُ عَنْهُ -: إِذَا وَقَعَ فِي إِنَاءِ الوُضُوءِ قَطْرَةٌ مِنْ خَمْرٍ أَوْ دَمٍ أَوْ جِيفَةٍ فَغَلَبَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ وَلَمْ يَتَبَيَّنْ

(١) حمزة الزيات، هو ابن حبيب بن عمارة مولى تيم الله، أبو عمارة الزيات الكوفي، أحد القراء، عن: الحكم، وعنه: وكيع، وثقه ابن معين والنسائي، وقال الذهبي: إليه المنتهى في الصدق والورع، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة، احتج به مسلم والأربعة. تمت بتصرف من (الجداول).

(٢) أبو سفيان السعدي، طريف بن شهاب البصري الأَشَلّ، عن: الحسن [البصري]، وعنه: الثوري وشَرِيك، قال ابن عدي: ليس به بأس. احتجَّ به الترمذي وابنُ ماجه، وضعفه يحيى. أفاده في (الجداول).

(٣) المنذر بن مالك بن قُطَعة - بضم القاف، وفتح المهملة - العَبْدِي العَوَقي - بفتح المهملة والواو ثم قاف - البصري، أبو نَضْرَةَ - بنون ومعجمة ساكنة - مشهورٌ بكنيته، ثقة، مات سنة ثمان أو تسع ومائة. روى له البخاري في التعاليق، ومسلمٌ والأربعة. أفاده ابن حجر في (التقريب)، وعداده في شيعة الوصي #، أفاده في (الجداول).

(٤) «أَبُو سَعِيْدٍ الْخُدْرِيُّ، اسْمُهُ: سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، الْمُتَوَفَّى بِالْمَدِيْنَةِ عَامَ أَرْبَعَةٍ وَسَبْعِينَ، مِنْ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ، الْمُكْثِرِيْنَ لِلرِّوَايَةِ، رُدَّ يَومَ أُحُدٍ؛ لِصِغَرِهِ، وَشَهِدَ مَعَ الرَّسُولِ الأَمِينِ ÷ اثْنَتي عَشْرَةَ غَزْوَةً، أَوَّلُهَا الْخَنْدَقُ، وَمَعَ أَخِيْهِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ~ قِتَالَ الْمَارِقِينَ، وَرَوَى مَا سَمِعَ فِيْهِم رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ». انتهى من (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي #.