[ادعاء ابن الأمير أن قوله تعالى: {إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ} واردة في الكفار]
  وإذا كان المطلوبُ: العلمَ، فالحكيمُ سبحانه لا يُكَلِّفُ عبادَهُ العلمَ بما لا يُفيدُهم.
  فلو أَطْلَقَ العامَّ وأرادَ الخاصَّ مِنْ دون بَيَانٍ قَاطِعٍ مِثْلِهِ لكان تكليفًا بما لا يُطَاقُ، واللَّهُ يتعالى عنه، فتأمل تُصِبْ.
[ادِّعاء ابن الأمير أنَّ قوله تعالى: {إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ} واردة في الكفار]
  وقوله: «أقول: الآية(١) واردةٌ في الكفارِ، وسياقُهَا فيهم ...» إلخ.
  الجواب: اعلم أنَّ مدارَ كلامِهِ هنا عَلَى الاستدلالِ بالمفاهيم، والأحاديثِ المختلقَةِ في مُعَارَضَةِ صرايحِ الآياتِ القاطعة، ومتواترِ السنَّةِ الساطعة.
  وَالْحَقُّ أَبْلَجُ وَالْبُرْهَانُ مُتَّضِحٌ ... وَبَيْنَنَا مُحْكَمُ الآيَاتِ وَالسُّوَرِ(٢)
  · قولُهُ تعالى: {إِنَّ ٱلۡخِزۡيَ ٱلۡيَوۡمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٧}[النحل]، يُحْمَلُ إِمَّا عَلَى الخِزيِ الكامل، أو يَكونُ قَصْرًا إضافيًّا، والْمُتَعَيَّنُ هنا كونُهُ: قَلْبًا، وهو أَحَدُ أقسامه(٣)، باعتبار المخاطبين.
  والموجِبُ لهذا منطوقُ قولِهِ تعالى: {إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ١٩٢}[آل عمران].
  فالحكيمُ سبحانه لا تَنَاقُضَ في شيءٍ من حُجَجِهِ وكلامِه {لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢}[فصلت].
  · وأَمَّا الخروجُ من النَّار، فهيهاتَ هيهات، دونَهُ التصديقُ بكلامِ الحكيمِ الجبار: {أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ ١٩}[الزمر]، {وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤ يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ ١٥ وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ ١٦}[الإنفطار]، {وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ...} إلخ [النساء ١٤].
(١) أي قوله تعالى: {إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ}[آل عمران ١٩٢] الآية.
(٢) للسيد الإمام صارم الدين الوزير (ع)، وهو من أبيات البَسَّامَة.
(٣) أي أحد أقسام القَصْرِ الإضافي؛ لأنَّه ثلاثة أقسام: قَلْب، وإِفراد، وتعيين، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيانه وشرحه للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في (القسم الثاني) في التعاليق على (الروض النضير).