[احتجاج ابن الأمير على الإرجاء بأحاديث خروج من في قلبه أدنى تصديق]
[احتجاج ابن الأمير على الإرجاء بأحاديث خروج مَن في قلبه أدنى تصديق]
  · وما رواه من أحاديثِ خروجِ مَنْ في قلبِهِ أَدْنَى تصديقٍ، إلخ (ج ١/صفح ٢٥٠ - ٢٥١).
  الجواب: قد تَقَدَّمَت الإِشارةُ إلى بطلانِ هذا، ويكفي في الجواب، ما أَجَابَ به رَبُّ الأرباب عَلَى أهلِ الكتابِ في مُحْكَمِ الكتاب: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٠ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٨١}[البقرة].
  وأَمَّا تسميةُ الطائفتينِ مؤمنينَ(١)، والقَتْلَى مسلمينَ(٢)، فإنَّا لم نمنع جوازَ استعمالِهِ في غير المطيعِ تجوزًا مع قيامِ المانعِ القاطعِ عن إرادته(٣)، كما ذلك معلومٌ من البيان عند ذوي العرفان.
(١) في قوله تعالى: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ} الآية.
(٢) في الحديث: «إِذَا التَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ...».
(٣) مع أنَّ تسميتهم مؤمنين ومسلمين باعتبار ما كانوا عليه. قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار: قال الإمام المنصور محمد بن عبد الله الوزير (ع) في (الفرائد): «وقد علم أنَّ منهم الناكثين والقاسطين وأمثالهم؛ ولو لم يكن إلا آية البغاة: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} إلخ [الحجرات: ٩]، فَسَمَّاهُم مؤمنين باعتبار الأصل، قال: {فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ} فَسَمَّاها وَوَصَفَهَا بالبغي حتى تَرْجِعَ؛ وَسَمَّاهُم النَّبِيُّ ÷ بالناكثين والقاسطين والمارقين، وَسَمَّاهُم بالفئة الباغية في حديث عَمَّارٍ ¥: «يَدْعُوهُمْ إِلَى الجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ».
أَلَا تَرَى إلى قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ} الآيةَ [المائدة: ٥٤]، كيف سَمَّاهُم أَوَّلًا مؤمنين؟ فهل بعد الردة يُسَمَّونَ مؤمنين؟ وكم في القرآن من التسمية بالمؤمنين؛ ثم تعقب ذلك بوصف آخر، وحديث عمار ¥ قطعي عند الموالف والمخالف؛ فما بقي بعد هذا التصريح؟» إلخ كلامه.
انظر (الفصل التاسع) من (لوامع الأنوار) (ط ١/ ٢/٥٤٨)، (ط ٢/ ٢/٦١٠)، (ط ٣/ ٢/٧٢٦).