[بحث في القسمة الواردة في سورة الواقعة والليل]
[بحث في القسمة الواردة في سورة الواقعة والليل]
  وأَمَّا الْقِسْمَةُ في سورة (الواقعة) و (الليل)(١) فجوابُهُ الذي يليقُ بهذا المحلِّ: أنَّ غايةَ ما فيها أَنْ لا تكونَ القِسْمَةُ مستوفيةً للأَقْسَام، مع أنَّه لا محيصَ له من ذلك؛ لأنَّ في أَوْصَافِ أصحابِ الشمالِ أَنَّهُم كانوا يقولون: {أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا}[الواقعة ٤٧] إلخ، وهو يَقتضي إنكارَ البَعْث، فلم يَشْمَلْ أهلَ الكتابِ ولا غيرَهم من الكفارِ المقرين؛ لإقرارهم به، فما أجاب به فيهم أَجَبْنَا بِهِ في أهلِ الكبائر، إلَّا أن يخرجَ عن الضرورات، ويتجاوزَ حَدَّ المعقولات فلا كلام.
[ادِّعاء ابن الأمير أَنَّه لَم يثبت في القرآن إلَّا مؤمنٌ وكافرٌ، والجواب عليه]
  · وأَمَّا أَنَّه لم يثبت في القرآن إلاَّ مؤمنٌ وكافر(٢)، فقد وَضَحَت الدَّلالةُ القاطعةُ لأَعذارِ المتمنين أنَّ الإيمانَ مقصورٌ عَلَى مَنْ أَتَى بالواجباتِ، واجتنب الْمُقَبَّحَاتِ، وأَنَّه متى أَخَلَّ بشيء من ذلك فليس من المؤمنين، فلا يخلو: إِمَّا أن يُلْحِقَهُم بالكافرين، أو يُثْبِتَ المنزلة بين المنزلتين، وأَيَّما اختار فلا نقض على ما نحن فيه.
  وهذا البحث لا يتسع البسط، وفيما ذكرنا إن شاء اللَّهُ تعالى كفايةٌ لمن ألقَى السمعَ وهو شهيد.
  انتهى ما أجاب به في هذا الموضع - على ابن الأميرِ - مولانا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #، أَجْزَلَ اللَّهُ ثوابَه، وضاعفَ حسناته، وأَحسن مآبه.
  تَمَّ زَبْرُهَا، ولله الحمد، لعلَّه بعد العصر (٤/شعبان/سنة ١٣٦٨ هـ).
(١) فإنَّ اللَّهَ ﷻ ذكر في سورة الواقعة أقسامًا ثلاثة: السابقون، وأصحابَ اليمين، وأصحاب الشمال، وفي سورة (الليل) ذكر قسمين: ميسر لليسرى، وميسر للعسرى.
(٢) لأن ابن الأمير قال: «لم يثبت في القرآن إلَّا مؤمنٌ وكافر».