[علي بن صلاح]
  وقال في مآثر الأبرار: وضعه في الحبس، ولم يوضع بكاغد عدة سنين، وإنما حفظه السيد علي بن الهادي، ومولانا (ع) يملي عليه ما صححوا لمذهب الهادي، وكانا يكتبانه في باب المجلس بجص؛ لأنهم لم يمكنوه من كتب ولا مداد، فلما خرج السيد علي بن الهادي وهو متغيب له كله غيباً محققاً صبر حولين كاملين، ثم وضعه بكاغد.
  ثم شرع في شرحه المعروف بالغيث المدرار شرح الأزهار حتى بلغ البيع.
  ووصل مسور سنة عشرة وثمانمائة وفيه صنف الغايات ودرر الفرائد، ثم شرع في تصنيف دامغ الأوهام حتى بلغ الاعتقاد، ثم صنف تكملة الأحكام، ثم رحل إلى حراز فأتم دامغ الأوهام، وألف كتاب المنهاج وغيرها من كتبه، وانبسط فيه لإحياء العلوم تصنيفًا وتدريسًا، ثم رجع إلى مسور وفيه ألف القمر النوار، ثم رجع إلى الظفير.
  قال في مآثر الأبرار في ذكر الأزهار: قلت: وهذا الكتاب مشهور البركة، غير ممنوع الحركة، سار في الأقطار مسير الشموس والأقمار، وبلغ المصنف مناه وانتفع الخلق به وهو في الحياة.
  وقال غيره: كان فضله وعلمه السابغ، وانتفاع المسلمين به النفع البالغ، ليس لأحد مثله في العناية الإلهية في بركة علمه ومصنفاته، التي هي كالطراز المذهب على طريقة أهل الحقيقة والمجاز، التي هي بالمرتبة الثانية من حد الإعجاز، وكتاب الأزهار شاهدا فإنه على صغر حجمه سبعة وعشرون ألف مسألة منطوقها ومفهومها.
  قال الإمام الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ٢ ص ١٨٨ ط ٤، في مصنّفاته ¥: قال السيد الإمام ¥: ومصنفاته واسعة، منها في أصول الدين ثمانية.
  قلت: قد أفاد مؤلف سيرته بتعدادها على الترتيب هذا، وهو الأول: نكت الفرائد، الثاني: شرحها، الثالث: كتاب القلائد وبيّض للرابع، ولعله أراد الغايات، ولكنه في الحقيقة جامع لجميع شروح كتبه. الخامس: كتاب الملل والنحل، السادس: كتاب المنية والأمل، السابع: كتاب رياضة الأفهام في لطيف الكلام، الثامن: كتاب دامغ الأوهام، في شرح رياضة الأفهام، وهو جزآن.