الإصلاح بين الناس وأعمال الخير:
  تمضي فترة غير طويلة إلا وقد قضى الله عنه الدين.
  ولم يمت رحمة الله عليه إلا وقد انتشر المذهب في جميع البلاد بين الرجال والنساء ولولا حاجة في نفس يعقوب لسردنا بالتفصيل النتائج المباركة التي تحققت في أيامه المباركة.
  بل إن أعماله الإرشادية ما زالت جارية إلى اليوم، وإلى ما شاء الله، وصحائف حسناته مفتوحة لتسجيل مضاعفات أجره وثوابه، وفي الحديث: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».
الإصلاح بين الناس وأعمال الخير:
  كان رحمة الله عليه مهتماً بإصلاح شأن الناس وحل مشاكلهم وكان يذهب ويجيء ويتعب نفسه في هذا السبيل، وقد صحبته كثيراً في هذا المجال.
  وكان يسافر من بيته في آل ساري جنوب ضحيان إلى بلاد خولان عامر وإلى بلاد سفيان لغرض الإصلاح وحل الخلاف،
  وكان رحمة الله عليه يميل في حل القضايا إلى الصلح؛ لما فيه من طيبة نفوس الطرفين ورضاهم، ولأن الحكم لا يرضي إلا طرفاً واحداً أما الطرف الآخر فيُكْسِبُه الحكم سخطاً وكرهاً ونفرة عن الحاكم، والمولى رحمة الله عليه بما هو فيه من عمل الإرشاد لا يريد أن ينفر الناس عن الإرشاد؛ لأنه لو حكم لنفر عنه المحكوم عليه ونفروا عن إرشاده ومرشديه؛ لذلك كان يعدل إلى الإصلاح ويسعى بكل جد في إقناع الطرفين بقبوله ويعظ الطرفين ويدعو لهما.
  وبذلك مع معونة الله وتوفيقه ينجح في الإصلاح في أغلب الأحوال، وبعد أن توسع عمل الإرشاد كان يحول القضايا إلى بعض طلبته.
  وبعد، فإن له يداً في كل أعمال الخير؛ ففي بناء المساجد وتوسيعها وفرشها وتوفير المياه لها وتوفير الكهرباء له يد عريضة واسعة في كل مكان، وهكذا في بناء مدارس العلم والإرشاد مدارس للرجال، ومدارس للنساء، وتوفير ما تحتاج إليه، فكل