الوشي المختار على حدائق الأزهار،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

(1) (فصل): إنما ينجس منها مجاورا النجاسة

صفحة 52 - الجزء 1

(٢) (بَابُ الْمِيَاهِ⁣(⁣١))

(١) (فَصْلٌ): إنَّمَا يَنْجُسُ مِنْهَا مُجَاوِرَا النَّجَاسَةِ

  إنَّمَا يَنْجَسُ⁣(⁣٢) مِنْهَا مُجَاوِرَا النَّجَاسَةِ، وَمَا غَيَّرَتْهُ مُطْلَقًا⁣(⁣٣)، أَوْ وَقَعَتْ فِيهِ قَلِيلًا، وَهُوَ مَا ظَنَّ اسْتِعْمَالَهَا بِاسْتِعْمَالِهِ أَوِ الْتَبَسَ، أَوْ مُتَغَيِّرًا بِطَاهِرٍ وَإِنْ كَثُرَ حَتَّى يَصْلُحَ.


(١) لقوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ}⁣[الأنفال ١١]، ولحديث «هو الطهور ماؤه والحل ميتته» أي: البحر. والمياه سبعة، جمعها بعضهم | بقوله:

وبْلٌ وثلجٌ وبحرٌ ثم معجزةٌ (*) ... والخامسُ النهرُ ثم البئرُ والبَرَدُ

والمياه - بالهاء لا بالتاء -: جمع ماء، وأصله: مَوَهٌ، قلبت الواو ألفاً قياساً، والهاء همزة شذوذاً، والجمع مياه، قلبت الواو ياءً قياساً؛ لوقوعها إثر كسرة. وجمع القلة: أمواه.

(*) الذي من بين أصابعه ÷.

(٢) حاصل القول في باب المياه: أن النجاسة إذا غيرته تَنجَّسَ، سواءً كان كثيراً أم قليلاً راكدًا أم جارياً، وإن لم تغيره فلا ينجس إذا كان كثيراً أو جارياً، وتنجسه إذا كان قليلاً غير جار. و (é). وقد قرروا أن الماء إذا تغير بالاستعمال وطول المكث أنه لا ينجس، وهذه حيلة لا تنفق؛ لأن التغير إنما هو بتتابع الاستعمال؛ لأن الاستعمال إذا كان مرة واحدة ولم يتغير فإنه لا يتغير وإن طال مكثه، وأما إذا تتابع الاستعمال فإنه يتغير، فإذا كان المستعملون له مائة واحد في اليوم صاروا في الشهر ثلاثة آلاف، ولو استعمله ثلاثة آلاف في يوم واحد لتغير أعظم من تغيره في شهر والمستعملون له مائة، وقد شاهدنا ذلك. هذا وقد جعلوا حد القليل: ما ظن استعمال النجاسة باستعماله، والعكس حد الكثير. وهذا الحد لا ينضبط، وقد حد عليٌّ ~ الكثرة بأن يغلب الماء النازح؛ فقد اعتبر الغلبة في الكثرة، وعدمها في القلة؛ ولهذا أمر بنزح البئر، وهذا أيضاً دليل على أن القليل ينجس، فتأمل، والله اعلم.

(٣) أي: سواءً كان قليلاً أم كثيراً، إلى أن يزول تغير الكثير.