مكانته في المجتمع:
  مدارس الإرشاد تقريباً قد بنيت بمساعيه.
  وكم له من يد في مساعدة المرضى الذين اضطرهم المرض إلى العلاج في الخارج، وكم له من مساع في مساعدة الغارمين الذين تحملوا الديون.
  أما مساعدته المتزوجين على الزواجة فشيء خارج عن الحصر، وله مساع في المعاونة في بناء بيوت المحتاجين وكان له فراسة صائبة وذكاء متوقد مما ساعده على النجاح في أعماله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩}[العنكبوت]، فحين عرف الله تعالى منه صدق النية وفقه إلى سبل رضوانه وأحاطه بعنايته وأصلح عمله وبارك في مساعيه وأنار له الطريق، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج].
مكانته في المجتمع:
  عظمت مكانته في المجتمع، واشتهر عند الناس في البلاد الزيدية بعلمه وزهده وورعه وتقواه، وعرفه الرجال والنساء، والصغار والكبار، وكانت الوفود تأتيه إلى بيته من كل بلاد الزيدية للسلام عليه وللنظر إلى وجهه، وللتبرك بدعوته والتشرف بمعرفته.
  وكان رحمة الله عليه لا يحب الشهرة ولا يسعى إليها، وكان يحلف لي إنه يود أن لا يعرفه أحد، وإنه يود أن يجد له مخرجاً من عمل الإرشاد ثم يختفي عن الناس وينعزل في شعب من الشعاب، إلا أن مواصلة الإرشاد حال بينه وبين رغبته.
  وكان يستقبل الوفود بين ثياب مبتذلة ليس فيها شيء متكلف فكان ينشر على رأسه غترة بيضاء، ويسدلها على جانبي رأسه تقيه من الشمس، ويلبس ثوباً وكوتاً أبيضين غالباً قد أكل الدهر عليهما، ويلبس نعلين من نعال الحجاج التي ينتعلونها في الإحرام.
  وكان يستقبلهم عند بيته ويجلس لهم فوق التراب، وكان يعظ الوفود ولا يتكلف في مواعظه، وكانوا يصغون لمواعظه ويفتحون لها آذان قلوبهم، وكان يشرح لهم في