[115] السيد أبو الحسين علي بن المتوكل على
  وهي طويلة.
  وله وقد رأى مع بعض أصحابه رمحا طويلا:
  ما بطول القناة يعرف ذو الباس ... ولا باللباس زين الرجال
  إنّما الباس طردك الخيل بالخيل ... وطعن الكماة والأبطال
  في مجال غدا به النقع كالليل ... وأضحت نجومه من فصال
  يوم لا بارق سوى لمع سيف ... ودقة سال من دماء الرجال
  وله أيضا:
  ظبي أتاني في الصّباح مقبّلا ... كفي وآثار النعاس عليه
  في مطرف من أرجوان صبغه ... أرخى حواشيه على خدّيه
  كالبدر في شفق وليس نعاسه ... إلّا لأن الخمر في شفتيه
  وله أيضا:
  ظبي من الأنس غدا مفرطا ... في تيهه والدلّ والعجب
  قلت له يوما وقد رمت أن ... يرشفني من ريقه العذب
  إياك والإفراط إني امرؤ ... لا أرتضي ملك الهوى قلبي
  فمذ رأت غيضي وقد راعها ... تبسمت عن لؤلؤ رطب
  ثم أثنت نحوي وقالت أما ... تعفو فقد أقررت بالذنب
  قلت لها عطفا فقد بان من ... سيوف ألحاظك لي غلبي
  قلت: ما تهدّد الحبيب، فليس يليق بالأديب، وفضائله كثيرة وأدبه مشهور.
  وكان من كتّابه السيد الأديب عماد الدين يحيى بن إبراهيم بن جحاف(١)، والشيخ محمد بن حسين المرهبي(٢) الآتي ذكرهما، وهما نجما الأدب، وقد عرفت أن بطانه الرجل إنّما هم من أشكاله، ولم يزل بتلك البلاد ناشر العلم، ماضي السيف والقلم، حتّى حامت عليه المنيّة، ونزلت بمحاسنه من كيد الدهر البليّة، فمرض بيريم من ذات الجنب أو من البرسام فحمل إلى إبّ، وفيها ساوره
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٩٠.
(٢) ترجمه المؤلف برقن ١٤٣.