نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[117] أبو الحسن علي بن [أبي] سعيد عبد الرحمن

صفحة 427 - الجزء 2

  قمره وشمسه، وأتى بلؤلؤ عنّ على سواه وخفي، وأفضل الجوهر اللؤلؤ الصدفي، وكان من أصحاب الخلفاء الفاطميين الإسماعيلية.

  وذكره ابن خلكان وقال: هو صاحب الزيج الحاكمي المعروف ب «زيج ابن يونس»، وهو زيج كبير رأيته في أربع مجلّدات، بسط القول والعمل فيه ولم أر في الأزياج على كثرتها أبسط منه، وذكر فيه أن الذي أمره بعمله العزيز بن المعزّ.

  ومن شعره وهو رقيق:

  أحمّل نشر الريح عند هبوبه ... رسالة مشتاق لوجه حبيبه

  بنفسي من تحيا النفوس بقربه ... ومن طابت الدنيا به وبطيبه

  لعمري لقد عطلت كأسي بعده ... وغيّبتها عني لطول مغيبه

  وجدّد وجدي طائف منه في الكرى ... سرى موهنا في خفية من رقيبه⁣(⁣١)

  وقال الأمير عز الدين المسبّحي في تاريخ مصر: كان ابن يونس المذكور أبله مغفّلا يعتمّ على طرطور كبير ويجعل رداه فوق العمامة، وكان طويلا، وإذا ركب ضحك منه الناس لشهرته وسوء حاله، ورثاثة لباسة، وكانت له مع هذه الهيئة إصابة بديعة غريبة في النجامة لا يشاركه فيها غيره، وكان أحد الشهود، وكان متفنّنا في علوم كثيرة وكان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير والمواليد وعمل منها ما لا نظير له، وكان يضرب بالعود على جهة التأدب⁣(⁣٢).

  وذكر المختار أيضا قال: أخبرني أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللّه قال: دخل إليّ ابن يونس يوما وعليه خفّان غليظان خلقان يضحكان الرائي ولم ينزعهما من رجله حتى قرب إلى سريري وخلعهما على بساطي وقبّل الأرض وانصرف وأنا أضحك منه وأعجب من تغفيله⁣(⁣٣).

  قال ابن خلكان: وذكر من شاهده وقد صعد إلى جبل المقطم، ثم نزع ثيابه ولبس ثيابا حمرا، ودخّن ببخور وأخذ العود، وضرب به ورقص، وهو يلاحظ


(١) وفيات الأعيان ٣/ ٤٣٠.

(٢) ن. م.

(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٤٣١.