[124] القاضي أبو الحسن علي بن القاضي أبي
  كالخلخال الكاسد في السوق.
  قال ابن خلكان: وكان والده أبو حنيفة أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم، وكان مالكي المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الإمامية يعني الإسماعيلية - كما تقدم في ذكر الصليحي، وصنّف ابتداء الدعوة للعبيديين، ومن تصانيفه «الاختيار» «والانتصار في الفقه» و «اختلاف أصول المذاهب» وغير ذلك، وكان ملازما لصحبة المعز ووصل معه إلى الديار المصرية من إفريقية ولم تطل مدته بمصر، ومات في رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وصلّى عليه المعزّ وكان والده من المعمّرين(١).
  وكان لأبي حنيفة أولاد نجباء سادة منهم: أبو الحسين علي المقصود بالذكر هنا. ولما مات والده أصلح المعز بينه وبين أبي الطاهر محمد بن عبد اللّه الذهلي قاضي مصر في الحكم فلم يزالا مشتركين إلى أن توفي المعز وتولى ولده العزيز نزار، فردّ إلى أبي الحسن المذكور أمر الجامعين، يعني جامع ابن طولون والجامع الأزهر، وجعل إليه دار الضرب إلى أن لحقت أبا طاهر رطوبة منعته عن الحركة إلّا محمولا، فركب العزيز يوما إلى الجزيرة التي بين مصر والجيزة، فحمل إليه أبو طاهر فسأله استخلاف ولده أبي العلاء، وقال: ما بقي إلا أن تعددوه، ثم قلد القاضي أبا الحسن المذكور ثالث هذا اليوم القضاء مستقلا فقرئ سجله بجامع القاهرة وجامع مصر وفيه: إنا قلدناك القضاء بالديار المصرية والشام والحرمين والمغرب وجميع مملكة العزيز والخطابة والإمامة والعيار في الذهب والفضة والمكائيل والموازين، وأذن العزيز لأبي طاهر أن ينظر في الأحكام من غير فصل.
  وقد حكم ببغداد قبل أن يرد إلى مصر مستقلا مدّة، وكان أهل الحديث يترددون إليه في مرضه لسماع الحديث إلى أن توفي سنة سبع وستين(٢).
  وكان القاضي أبو الحسن متفننا في عدة علوم منها علم القضاء والقيام به بسكينة ووقار، وعلم الفقه والعربية والأدب والشعر، وأيام الناس، وكان شاعرا مجيدا ومن شعره وفيه الجناس المشتق:
(١) وفيات الأعيان ٥/ ٤١٥ - ٤١٦، باختصار واقتباس.
(٢) وفيات الأعيان ٥/ ٤١٧.