نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[124] القاضي أبو الحسن علي بن القاضي أبي

صفحة 449 - الجزء 2

  رب خود عرفت في عرفات ... سلبتني بحسنها حسناتي

  حرّمت حين أحرمت نوم عيني ... واستباحت حماي باللحظات

  وأفاضت مع الحجيّج ففاضت ... عن جفوني سوابق العبرات

  ولقد أضرمت على القلب جمرا ... إذ مشت ترتمي إلى الجمرات

  لم أنل من منى منى النفس حتى ... خفت بالخيف أن تكون وفاتي⁣(⁣١)

  وأمّا مراعاة النظير فظاهر.

  ومن شعره أيضا [من المنسرح]:

  ولي صديق ما مسني عدم ... مذ وقعت عينه على عدمي

  أغنى وأقنى وما يكلفني ... تقبيل كف له ولا قدم

  قام بأمري لما قعدت به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم⁣(⁣٢)

  قلت: هذا أفضل من الصديق الذي تمنّاه المأمون.

  ومن شعره أيضا في مثله [من مجزوء الوافر]:

  صديق لي له أدب ... صداقة مثله نسب

  رعى لي فوق ما يرعى ... وأوجب فوق ما يجب

  فلو نفدت خلائقه ... لبهرج عندها الذهب⁣(⁣٣)

  ولم يزل وافر الحرمة على أحكامه عند العزيز حتى توفي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة ¦، وصلّى عليه العزيز ودفن بداره، وكانت ولايته تسع سنين وأشهرا⁣(⁣٤).

  فأرسل العزيز إلى أخيه محمد بن أبي حنيفة وكان مريضا فقال له: إن القضاء لك ولا نخرجه عن أهل هذا البيت، ولما خفّ مرضه كتب إلى العزيز، فقلّده القضاء وخلع عليه، وقلده سيفا، وكان سجله كسجل أخيه، ثم استخلف ولده أبا القاسم عبد العزيز على قضاء الإسكندرية، وخلع عليه العزيز، وعقد


(١) وفيات الأعيان ٥/ ٤١٨.

(٢) يتيمة الدهر ١/ ٣٨٤ - ٣٨٥، وفيات الأعيان ٥/ ٤١٨.

(٣) يتيمة الدهر ١/ ٣٨٥، وفيات الأعيان ٥/ ٤١٨.

(٤) وفيات الأعيان ٥/ ٤١٩.