نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[125] السيد جمال الدين علي بن أحمد بن محمد بن

صفحة 453 - الجزء 2

  ثم اني رأيت بخط القاضي شمس الدين أحمد بن ناصر بن عبد الحق⁣(⁣١) أنه وقف عليه ببندر المخا فقال أطلعني على نسخة منه بعض الأخوان ذكر أنّها عارية عنده من الشيخ سليمان بن محمد الوزير، وذكر مؤلف الكتاب المذكور في خطبته: أنه شرع في تأليفه في بلاد الهند في أواخر سنة إحدى وثمانين وألف، وفرغ منه يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وألف⁣(⁣٢).

  وذكر أنه قصر كتابه على ذكر محاسن أهل المائة الحادية عشرة ورتبه على خمسة أقسام:

  الأول: في محاسن أهل الحرمين الشريفين والمحلّين المنيفين.

  القسم الثاني: في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيهما ومن تصدّر من الفضلاء في صدور نواديهما.

  القسم الثالث: في محاسن أهل اليمن، المقلدين بعقود آدابهم جيد الزمن.

  القسم الرابع: في محاسن أهل العجم والعراق وإيراد مارقّ من لطائفهم وراق.

  القسم الخامس: في محاسن أهل المغرب، وإثبات شيء من نظمهم المطرب، والعذر في تأخير قسمتهم عن سائر الأقسام رعاية النكتة في المغرب للختام، وإلا فلهم السبق والبداية ولا غرو أن انتهت إليهم الغاية، وإذا أشرق أن شاء اللّه تعالى بدره المنير من أفق التمام، وتفتق زهره النظير من حجب الكلام وسميته ب «سلافة العصر في محاسن أعيان العصر»⁣(⁣٣).

  ثم قال بعد ذلك: فإني انشأته عن فكر قد صلد زنده، في بلد عربه عجمه وهنده، لم يقم للأدب فيه سوق، ولا عرف به غير الكفر والفسوق⁣(⁣٤).

  وحججت أنا سنة أربع عشرة ومائة وألف، واتفق ورود السيد جمال الدين إلى مكة، فلقيته وسمعته يحكي أنه أقام بالهند ثماني وأربعين سنة وكتبت إليه


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.

(٢) سلافة العصر ٦٠٧.

(٣) السلافة ٩.

(٤) السلافة ٩.