[126] الفقيه أبو محمد، عمارة بن أبي الحسن علي
  وذكر: أن الصالح بن رزيك بعث إليه بثلاثة آلاف دينار في ثلاثة أكياس وكتب فيها:
  قل للفقيه عمارة يا خير من ... قد حاز فهما ثاقبا وخطابا
  إني نصحتك فاستمع لنصيحتي ... قل حطة وادخل إلينا البابا
  تجد الأئمة شافعين ولا تجد ... إلا لدينا سنّة وكتابا
  وعليّ أن أعلي محلك في الورى ... وإذا شفعت إليّ كنت مجابا
  وتعجّل الآلاف وهي ثلاثة ... ذهبا وقلّ لك النضار ثوابا(١)
  فراجعه عمارة بأبيات ذكرها الجندي وذهبت عن خزانة حفظي(٢).
  قال: ثم إنه سلك سلكهم ومعتقدهم.
  قلت: قد مرّ أن اعتقاد طلايع غير اعتقاد الإسماعيلية، بل كان من الاثني عشرية، ورواية الجندي بتشيعه أقوى فيما أحسب، كيف وهو القائل من قصيدة [من الكامل]:
  غصبت أميّة إرث آل محمد ... سفها وشنّت غارة الشنآن
  وغدت تغالب في الخلافة أهلها ... وتقابل البرهان بالبهتان
  وأتى زياد في القبيح زيادة ... تركت يزيد يزيد في الطغيان
  وتصرّفوا في رتبة نبويّة ... لم يبنها لهم أبو سفيان(٣)
  ويبعد أن يرد هذا من سنّي يعتقد إمامة معاوية.
  وله في المرثية اللامية التي سترد أقوى دليل على التشيع، وألّف تاريخ وزراء مصر، والمفيد في أخبار ملوك زبيد.
(١) النكت العصرية.
(٢) وهي:
«حاشاك من هذا الخطاب خطابا ... يا خير أملاك الزمان نصابا
لكن إذا ما أفسدت علماؤكم ... معمور معتقدي وصار خرابا
ودعوتم فكري إلى أقوالكم ... من بعد ذاك أطاعكم وأجابا
فاشدد يديك على صفاء محبّتي ... وامنن عليّ وسدّ هذا البابا»
النكت العصرية
(٣) كاملة في النكت العصرية ٣٦٢ - ٣٦٤.