نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[126] الفقيه أبو محمد، عمارة بن أبي الحسن علي

صفحة 459 - الجزء 2

  بها سجوعا، وأمّا قسمه بالفائز حتى تخلّص به إلى مدح الوزير فهو مما اختصّ به فاستحسنا عقيلته واجزلا عطيته.

  ثم حجّ من عامه فأعاده صاحب مكّة برسالة أخرى فاستوطن مصر وأحسن الصالح وبنوه إليه غاية الإحسان، ومما سار مسير المثل من شعره، في مدح شاور السعدي الوزير [من الكامل]:

  ضجر الحديد من الحديد وشاور ... من نصر دين محمد لم يضجر

  حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفّر⁣(⁣١)

  وكان فيه وفاء الأحرار وهو الذي قتله، ومن ذلك: أن الصّالح بن رزّيك لما قتل كما سبق وصفت الوزارة لشاور السعدي، جلس شاور يوما وعنده جماعة من أصحاب بني رزيك يقعون فيه تقربا إليه، قال عمارة: فأنشدته في تلك الحال [من البسيط]:

  صحّت بدولتك الأيام من سقم ... وزال ما يشتكيه الدهر من ألم

  زالت ليالي بني رزّيك وانصرمت ... والحمد والذمّ فيها غير منصرم

  كأنّ صالحهم يوما وعادلهم ... في صدر ذا الدّست لم يقعد ولم يقم

  هم حركوها عليهم وهي ساكنة ... والسّلم قد ينبت الأوراق في السّلم

  كنّا نظنّ وبعض الظنّ مأثمة ... بأنّ ذلك جمع غير منهزم

  فمذ وقعت وقوع النسر خانهم ... من كان مجتمعا من ذلك الرّخم

  ولم يكونوا عدوّا ذلّ جانبه ... وإنّما غرقوا في سيلك العرم

  وما قصدت بتعظيمي عداك سوى ... تعظيم قدرك فاعذرني ولا تلم

  ولو شكرت لياليهم محافظة ... لعهدها لم يكن في العهد من قدم

  ولو فتحت فمي يوما بذمّهم ... لم يرض فضلك إلا أن يسدّ فمي

  واللّه يأمر بالإحسان عارفة ... منه وينهى عن الفحشاء في الكلم⁣(⁣٢)

  قال عمارة: فشكر لي شاور وولده على الوفاء لبني رزّيك.

  ومن وفائه ما حكاه المقريزي في الخطط عند ذكر نزه الخلفاء فقال: قصر


(١) النكت العصرية ٣.

(٢) النكت العصرية ٦٩ - ٧٠، الغدير ٤/ ٤١٢ - ٤١٣.