نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[126] الفقيه أبو محمد، عمارة بن أبي الحسن علي

صفحة 463 - الجزء 2

  قال المقريزي: وبسبب هذه القصيدة تمحلت له الذنوب حتى قتل⁣(⁣١).

  وقال الصّفدي في الغيث الذي انسجم: أن القاضي العويرس أحد أعيان العاضد رأى المسيح # في منامه مشرفا عليه من السماء، فقال: الصّلب حقّ، قاله المسيح #: نعم، فقصّ ذلك على معبّر حاذق، فقال له: أنت تصلب، لأن المسيح قال: إنه حق وهو لم يصلب فما بقي إلا أن يكون أنت المصلوب، فصلب بعد أيام مع عمارة بسبب رثاء أهل القصر.

  ثم قال: لا يبعد أن يكون القاضي الفاضل سعى في هلاكه وحرّض عليه، لأن صلاح الدين لمّا استشاره في أمره، وقال: ينفى، قال: يرجى رجوعه، قال يؤدب، قال: الكلب يسكت ثم ينبح، قال: يقتل، قال: الملوك إذا أرادوا فعلوا، وقام من فوره فأمر بصلبه مع القاضي العويرس وجماعة معه من شيعتهم، ولما أخذ ليشنق قال: مرّوا بي على باب القاضي الفاضل لحسن ظنّه فيه، فلمّا رآه قام وأغلق بابه، فقال عمارة:

  عبد العزيز قد احتجب ... إن الخلاص من العجب

  ثم شنق مع أولئك الجماعة يوم السبت ثاني شهر رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة، | بفضله.

  ومن العجائب: أن عمارة ذكر في النكت العصرية في أخبار الوزراء المصريّة في ذكر العادل بن الصالح بن رزّيك، المذكور والده في حرف الطاء⁣(⁣٢)، فقال: ومن محاسن أيامه وما يؤرخ عنها بل هي الحسنة التي لا توازى، بل اليد البيضاء التي لا تجازى، خروج أمره إلى والي الإسكندرية بتسيير القاضي الفاضل إلى الباب، فإنه غرس منه للدولة بل للملة شجرة مباركة متزايدة النّما، أصلها ثابت وفرعها في السماء.

  قلت: وكان حتفه برأيه وعلى يديه، وجازاه على منثوره فيه بنظمه في خشبة الشنق، وهكذا يصنع سوء الأصل وعداوة المذهب، وإلى اللّه المصير.


(١) الخطط المقريزية ٢/ ٣٩٧ - ٣٩٩، الغدير ٤/ ٤١٤ - ٤١٥.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٨٧.