[126] الفقيه أبو محمد، عمارة بن أبي الحسن علي
  هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما ... ملكتم بين حكم السبي والنقل
  وقد حصلتم عليها واسم جدّهم ... محمّد وأبوهم غير منتقل
  مررت بالقصر والأركان خالية ... من الوفود وكانت قبلة القبل
  فملت عنها بوجهي خوف منتقد ... من الأعادي ووجه الودّ لم يمل
  أسبلت من أسفي دمعي غداة خلت ... رحابكم وغدت مهجورة السّبل
  أبكي علي مأثرات من مكارمكم ... تشكو من الدهر حيفا غير محتمل
  دار الضيافة كانت أنس وافدكم ... واليوم أوحش من رسم ومن طلل
  وفطرة الصوم أن أضحت مكارمكم ... حال الزمان عليها فهي لم تحل
  وكسوة الناس في الفصلين قد درست ... ورثّ منها جديد عندهم وبلي
  وموسم كان في يوم الخليج لكم ... يأتي تجمّلكم فيه على الجمل
  وأوّل العام والعيدين كان بكم ... فيهن من وبل جود ليس بالوشل
  والأرض تهتزّ في يوم الغدير كما ... يهتزّ ما بين قصريكم من الأسل
  والخيل تعرض في وشي وفي شية ... مثل العرايس في حلي وفي حلل
  ولا حملتم قرا الأضياف من سعة ال ... أطباق إلا على الأكتاف والعجل
  ولا خصصتم ببرّ أهل ملّتكم ... حتى عممتم به الأقصى من الملل
  كانت مراتبكم للذمّتين وللي ... ضّيف المقيم وللطاري من الرسل
  ثمّ الطراز بتنّيس التي عظمت ... منه الصّلات لأهل الأرض والدول
  وللجوامع من أحباسكم نعم ... لمن تصدّر في علم وفي عمل
  وربّما عاذت الدّنيا بمعقلها ... منكم وأضحت بكم محلولة العقل
  واللّه لا فاز يوم الحشر مبغضكم ... ولا نجى من عذاب اللّه غير ولي
  ولا سقى الماء من حرّ ومن ظمأ ... من كفّ خير البرايا خاتم الرسل
  ولا رأى جنّة اللّه التي خلقت ... من خان عهد الإمام العاضد بن علي
  أئمتي وهداتي والذخيرة لي ... إذا ارتهنت بما قدّمت من عملي
  تاللّه لم أوفهم في المدح حقّهم ... لأن فضلهم كالوابل الهطل
  ولو تضاعفت الأقوال واستبقت ... ما كنت فيهم بحمد اللّه بالخجل
  باب النجاة هم دنيا وآخرة ... وحبّهم فهو أصل الدين والعمل
  نور الهدى ومصابيح الدجا ومحل ال ... غيث أن رثت الأنواء في المحل
  أئمة خلقوا نورا فنورهم ... من نور خالص نور اللّه لم يفل
  واللّه لا زلت عن حبّي لهم أبدا ... ما أخّر اللّه لي في مدّة الأجل