[127] السيد عيسى بن لطف الله بن المظهر بن
  المعنى والحسن، وأمّا القمر فإنه لما كان يكمل وينقص بحسب حيلولة الأرض بينه وبينها حتى لا يرى في السرار، فإنه يوهم أنّ المستهل غير الأول ولذا جمع كثيرا.
  قال ابن نباتة:
  وحوا بني تراب مصر وجلّق ... كالغيم مرتكما على أقمار
  وكان السيد عيسى يميل إلى غلام جميل فبلغه أن الترك قتلته في بعض تلك الحروب، فقال يرثيه:
  حييت يا ساجي الأجفان حيّيتا ... وبالرضى من رحيم الخلق لقّيتا
  ومن كؤوس وأكواب مشعشعة ... ختامها المسك في الفردوس سقيتا
  يا شادنا سفحت سمر القنا دمه ... واستأصل السيف منها الرأس والليتا
  غالتك صحبك لما قهقروا هربا ... ومزّقوا فرعا تلك الأماريتا
  وأفردوك لأسد ما فرايسها ... سوى الفوارس أو من كان منعوتا
  من فتية من كماة الترك ما تركت ... للرعد صولاتهم صوتا ولا صيتا
  قوم إذا قوبلوا كانوا ملائكة ... حسنا وإن قوتلوا كانوا عفاريتا
  ظننت أن لقاهم مثل دوركم ... في كوكبان بهذا صرت ممقوتا
  وما عرفت رجالا قد نضت حنقا ... لروح محربهم بيضا مصاليتا
  قد كنت أهوى بأن تأوى إلى نظري ... فالآن من لي بجعل القلب تابوتا
  عذبتني بالجفا وقت الحياة وفي ... مماتك اليوم قد أحرمتني القوتا
  ويح الذين توّلوا عنك وانصرفوا ... لو أنّهم صبروا ما صرت مثبوتا
  قبلت منك عذاب الحالتين معا ... حيّا وميتا فيا طول الجوى هيتا
  يا زهرة قطفت من بعد ما بسمت ... وزهرة غربت مذ وافت الحوتا
  لهفي على المقلة الكحلاء التي قصرت ... عن سحر نفثتها أسحار هاروتا
  والقامة اللدنة الآتي إذا اخطرت ... أو انثنت عاد غصن البان مبهوتا
  كأنّما رأسه لما بدا صنم ... قد أبرزوه من الابريز منحوتا
  قد عطّر السفح منه الدم حين جرى ... كذا دم الظبي مهما صار مفتوتا
  لو شاهدته النصارى قال عالمهم: ... قوموا انظروا قد حوى الناسوت لاهوتا
  لهفي عليه ولهفي منه وآكمدي ... كم قد حبا الصبّ بالهجران تشتيتا
  وكم حماني في وقت الحياة لما ... أشهى إلى مهجتي من نهر طالوتا