نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[128] أم أبيها فاطمة الزهراء ابنة رسول الله

صفحة 476 - الجزء 2

  البغل والجاموس في جدليهما ... قد أصبحا عظة لكلّ مناظر

  برزا عشيّة ليلة فتبارزا ... هذا بقرنيه وذا بالحافر

  صدا ابقيا غير الصباح كأنّما⁣(⁣١) ... لقنا جدال المرتضى ابن عساكر

  لفظ طويل تحت معنى قاصر ... كالعقل في عبد اللطيف الشاعر⁣(⁣٢)

  قلت: هذا الاستطراد من أنفس أنواع البديع، ولا شيء أعجب من التهكم بذكر الشاعر بعد الاسم، وقد مضى قول أبي تمام وتبعه البحتري فيه وأوّل من فتحه فيما أحسب السموأل بقوله:

  وإنا لقوم لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول

  ومن غرائبه قول الحريري⁣(⁣٣) في مجلس قرواش وسيأتي.

  واتفق لي بمكة المشرفة أن رجلا من أعيانها يعرف بالمرشدي يدعى علم النحو وغيره.

  ورأيته بمجلس الشريف الأجل أحمد بن مسعود الحسني فسألته عن المسألة التي سأل بها الشيخ تاج الدين الكندي وقد ذكرتها عند ذكره في الزاي⁣(⁣٤)، فأجاب بالنصب لربّه فبينت له الخطأ وسألته التثبت وأمهلته أياما، واجتمعت به هناك أيضا فأعملها ولم يحسن الإعراب ثم صمّم وأظهر الحمق المشهور عنه، فكتبت في الحال في ظهر كتاب للشريف:

  ولقد بليت بغادة فتّانة ... عبثت لواحظها بقلب الجلمد

  سفرت بوجه كالهلال مكمّل ... أو مثل أخلاق المعظّم أحمد

  ويهزّها مرح الصبا لمّا انثنت ... فكأنّها عطف القنا المتأوّد

  جعلت بقلبي مثل خفق شنوفها ... حتى انصرفت بمثل عقل المرشد

  ولابن عنين في طبيب كحّال:

  لو أنّ طلّاب المطالب عندهم ... علم بأنّك للعيون تغوّر

  لأتوا إليك بكلّ ما أمّلته ... منهم وكان لك الجزاء الأوفر


(١) في ديوانه: «ما أحكما غير الصياح كأنّما».

(٢) ديوانه ٢٠٥ - ٢٠٦.

(٣) علي بن محمد الحريري، ترجمه المؤلف برقم ١٢٢.

(٤) ترجمه المؤلف برقم ٧٦.