نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[128] أم أبيها فاطمة الزهراء ابنة رسول الله

صفحة 475 - الجزء 2

  دمشق، وبسببها نفي عنها ودخل إلى اليمن والهند⁣(⁣١).

  وله القصيدة المشهورة يتشوّق فيها دمشق ويذكر متنزهاتها وهو بالهند ومن أوائلها:

  حنين إلى الأوطان ليس يزول ... وقلب عن الأشواق ليس يحول

  أبيت وأسراب النجوم كأنّها ... قفول تهادى إثرهنّ قفول

  أراقبها في الأفق من كل مطلع ... كأني برعي الساريات كفيل

  فيا لك من ليل نأى عنك صبحه ... فليس له فجر إليه يؤول

  أما لعقود النجم فيه تصرّم ... أما لخضاب الليل فيه نصول

  كأنّ الثريّا غرة وهو أدهم ... له من وميض الشعريين حجول

  ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وظلّك يا مقرى عليّ ظليل

  وهل أريني بعد ما شطت النوى ... ولي في ربى روض هناك مقيل

  دمشق فبي شوق إليها مبرّح ... وإن لجّ واش أو ألحّ عذول

  بلاد بها الحصباء درّ وتر بها ... عبير وأنفاس الشمال شمول

  تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق ... وصحّ نسيم الرّوض وهو عليل

  فيا حبذا الروض الذي دون عبريا⁣(⁣٢) ... سحيرا إذا هبّت عليه قبول

  ويا حبذا الوادي إذا ما تدفّقت ... جداول بأناس إليه تسيل

  وفي كبدي من قاسيون حرارة ... تزول رواسيه وليس يزول⁣(⁣٣)

  وهي طويلة طنّانة، وأذن له بالعود بسببها فعاد إلى دمشق⁣(⁣٤).

  ومن شعره في فقيهين ينبز أحدهما بالبغل والآخر بالجاموس تناظرا بدمشق:


(١) في هامش نسخة ب: «ولما نفاه السلطان صلاح من دمشق بسبب القصيدة قال:

«فعلام أبعدتم أخا ثقة ... لم يجترم ذنبا ولا سرقا

انفوا المؤذن من بلادكم ... أن كان ينفي كل من صدقا»

وفيات الأعيان ٥/ ١٤ - ١٥.

(٢) في ديوانه: «عزّتا»، وفي نخبة الدهر ١٩٩: «إقليم غرّتا» بالغين والراء مصحفا عن عزّتا، وإنه من أقاليم دمشق، مثل: إقليم الغوطة، وإقليم المرج، وإقليم داريا ...

(٣) كاملة في ديوانه ٦٨ - ٧٢.

(٤) في هامش ب: «وفي عودته يقول:

هجرت الأكابر من جلق ... ورعت الوضيع بسب الرفيع

وأخرجت منها ولكنني ... رجعت على رغم أنف الجميع»