[129] أبو العباس الفضل بن العباس بن عتبة بن
  بفصاحته فلا يسمع لهم همس، ولقي منه ابن أبي ربيعة هواجر الصيف، وليس يفرق إلّا الحاذق بين مقولة والسيف، وهو أحد شعراء الأغاني.
  وقال أبو الفرج الأصبهاني: كان أحد شعراء بني هاشم وفصحائهم، وكان أدم اللون، وله في ذلك:
  وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب(١) من يساجلني يساجل ما جد
  يملأ الدلو إلى عقد الكرب ... إنّما عبد مناف جوهر
  زيّن الجوهر عبد المطلب ... كل قوم صيغة من ورقهم
  وبنو عبد مناف من ذهب ... نحن قوم قد بنى اللّه لنا
  شرفا فوق بيوتات الشهب ... بنبي اللّه وابني عمّه
  وبعبّاس بن عبد المطلب.
  وكان بنو هاشم قبل خلافة المنصور كلّهم شيعة، فلما أساء إلى بني حسن وقتل بعضهم أدخل بينهم الشحناء فافترق اعتقادهم.
  وكان للفضل مع عمر بن أبي ربيعة قصّة ظريفة حكاها أبو الفرج في الأغاني قال: إنّ عبد الملك بن مروان قال لعمر بن أبي ربيعة(٢): أخبرني عن منازعتك الفضل اللهبّي في المسجد الحرام فقد بلغني ذلك وأحببت أن أسمعه منك، قال: نعم يا أمير المؤمنين، بينما أنا جالس في المسجد الحرام مع جماعة من قريش دخل علينا الفضل فسلّم وجلس ووافقني وأنا أتمثّل بهذا البيت:
  وأصبح بطن مكة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام
  فأقبل عليّ، وقال: يا أخا بني مخزوم واللّه إن بلده تبحبح بها عبد المطلب، وبعث بها رسول اللّه ÷، واستقر بها بيت اللّه لحقيقة أن لا تقشعر لهشام، وإن أشعر بيت من هذا البيت وأصدق لقول الذي يقول:
  إنّما عبد مناف جوهر ... زيّن الجوهر عبد المطلب(٣)
  فأقبلت عليه فقلت: يا أخا بني هاشم، إن أشعر من صاحبك الذي يقول:
(١) الأغاني ١٦/ ١٨٥، كاملة في شعره القطعة ٥٣، أنظر تخريجها.
(٢) مرت ترجمته بهامش سابق.
(٣) أنظر: شعره / القطعة ١٥.