[129] أبو العباس الفضل بن العباس بن عتبة بن
  إن الدليل على الخيرات أجمعها ... وأجمع الناس للخيرات مخزوم
  فقال لي: بل أشعر من صاحبك الذي يقول:
  جبريل أهدى إلى الخيرات أجمعها ... إذ أمّ هاشم لا أبناء مخزوم(١)
  فقلت في نفسي: غلبني واللّه، ثم حملني الطمع في انقطاعه عنّي، بأن قلت: بل أشعر منه الذي يقول:
  أبناء مخزوم الحريق إذا ... حرّكته تارة ترى ضرما
  يخرج منه الشّرار مع لهب ... من حاد عن حرّه فقد سلما
  فو اللّه ما تلعثم(٢) أن أقبل عليّ بوجهه، فقال: أشعر من صاحبك الذي يقول:
  هاشم بحر إذا سما وطما ... أخمد حرّ الحريق والضرما
  فاعلم وخير المقال أصدقه ... بأنّ من رام هاشم هشما(٣)
  فتمنّيت واللّه يا أمير المؤمنين أن الأرض ساخت بي، ثم تجلّدت عليه فقلت: يا أخا بني هاشم، أشعر من صاحبك الذي يقول:
  أبناء مخزوم أنجم طلعت ... للناس تجلو بنورها الظّلما
  يجود بالنّيل قبل تسأله ... جودا هنيئا وتضرب البهما(٤)
  فأقبل عليّ كأسرع من اللحظة وقال: أشعر من صاحبك وأصدق الذي يقول:
  هاشم شمس بالسّعد مطلعها ... إذا بدت أخفت النجوم معا
  اختار منها ربّي النبيّ فمن ... قارعنا بعد أحمد قرعا(٥)
  فاسودت الدنيا في عيني وديرتي وانقطعت ولم أجد جوابا.
(١) الأغاني ١٦/ ١٨٧، بدائع البدائة ١/ ٢٦، الدرجات الرفيعة ٥٦٠، شعره / القطعة ٤٤.
(٢) تلعثم: توّقف.
(٣) الأغاني ١٦/ ١٨٧، بدائع البدائة ١/ ٢٦، الدرجات الرفيعة ٥٦٠، شعره / القطعة ٤٣.
(٤) البهمة: الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدّة بأسه، والجمع بهم، وقيل: هم جماعة الفرسان «لسان العرب / مادة بهم».
(٥) الأغاني ١٦/ ١٨٨، بدائع البدائة ١/ ٢٧، الدرجات الرفيعة ٥٦٠، شعره / القطعة ٣٦.