نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[129] أبو العباس الفضل بن العباس بن عتبة بن

صفحة 480 - الجزء 2

  قلت له: يا أخا بني هاشم، إن كنت تفخر علينا برسول اللّه فما تسعنا مفاخرتك؟ قال: كيف؟ لا أمّ لك، واللّه لو كان منك لفخرت عليّ به، فقلت:

  صدقت وأنه لموضع الفخار ÷، واستغفر اللّه، وداخلني السرور لقطعه الكلام، ولئلّا يعوزني جوابه فأفتضح، ثم إنه ابتدأ المنازعة، وأفكر قليلا ثم قال: قد قلت فاسمع، فلم أجد بدّا من الاستماع، فقلت: هات، فقال:

  نحن الذين إذا سما لفخارهم ... ذو الفخر أقعده هناك القعّد

  أفخر بنا إن كنت يوما فاخرا ... تلق الألى فخروا لفخرك أفردوا

  قل يا ابن مخزوم لكل مفاخر ... منا المبارك ذو الرئاسة أحمد

  ماذا يقول ذوو الفخار هنا لكم ... هيهات ذلك، هل ينال الفرقد⁣(⁣١)

  فحصرت وتبلدت ثم تحاملت وفكرت مليّا ثم قلت:

  لا فخر إلّا قد علاه محمد ... فإذا فخرت به فإني أشهد

  أن قد فخرت وفقت كلّ مفاخر ... وإليك في الشرف الرفيع المعمد

  ولنا دعائم قد بناها أو سل ... في المكرمات جرى عليها المولد

  من رامها حاشى النبي وآله ... في الأرض هاج بها الخليج المزبد

  دع ذا ورح لغناء خود بضّة ... مما نطقت به وغنّى معبد⁣(⁣٢)

  مع فتية تندى بطون أكفّهم ... جودا إذا هرّ الزمان الأنكد⁣(⁣٣)

  يتناولون سلافة عانية ... طابت لشاربها وطاب المقعد

  فو اللّه يا أمير المؤمنين، لقد جاوبني بجواب كان أشد عليّ من الشعر، قال لي: يا أخا بني مخزوم أريك السهى⁣(⁣٤) وتريني القمر، وتخرج من المفاخرة إلى شرب الخمر المحرّمة، فقلت له: أما علمت أصلحك اللّه أن اللّه يقول:

  {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} إلى قوله تعالى {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ}⁣(⁣٥) قال:


(١) الأغاني ١٦/ ١٨٩، بدائع البدائة ١/ ٢٧، الدرجات الرفيعة ٥٦٠، شعره / القطعة ٢٣.

(٢) الخود: الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نصفا. وقيل: الجارية الناعمة، والجمع خودات وخود. (اللسان مادة خود ج ٣ ص ١٦٥) - بضّ الجلد: ناعمة.

(٣) هرّ: ساء خلقه واشتد.

(٤) السّهى: كوكب خفي من بنات نعش الصغرى.

(٥) سورة الشعراء: الآيات ٢٢٤ - ٢٢٦.