نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[130] أبو شجاع، عضد الدولة، فناخسرو بن ركن

صفحة 486 - الجزء 2

  فيها الطبيب وأيست من نفسي، وكان تحويل سنتي تلك رديّا جدا، وزادت العلّة حتى أمرت أن يحجب الناس كلّهم ولا يصل إليّ أحد البتة إلّا صاحب النوبة في أوقات، ومنعت الطبيب أيضا وأقمت ثلاثة أيام أو أربعة أيام وأنا أبكي نفسي في خلواتي، إذ جاءني صاحب النوبة فقال: أبو الحسين الصوفي منذ الغداة يطلب الوصول وقد جهدت به في الانصراف من كلّ طريق وجميل ولم ينصرف وقال:

  لا بد لي من الوصول إليه، وقد عرّفته أن قد رسم لي أن لا يصل إليه أحد من خلق اللّه أجمعين، فقال: الذي قد حضرت به بشارة ولا يجوز لي تأخيرها فعرّفه هذا واستأذنه في وصولي، فقلت له بصوت ضعيف وكلام خفيّ: يريد أن يقول بلغ الكوكب الفلاني المكان الفلاني ويهذي عليّ بهذا الجنس بما يضيق به صدري، ويزيدني به على ما أنا فيه وما أقدر على سماع كلامه، فانصرف فخرج الحاجب ورجع متعجبا وقال: إما أن يكون أبو الحسين قد جن أو معه أمر عظيم فإني عرفته ما قال مولانا، فقال: ارجع إليه فقل له، واللّه لو أمرت بضرب عنقي ما انصرفت أو وصلت إليك، وو اللّه ما أكلمك في معنى النجوم بكلمة واحدة، فعجبت من ذلك عجبا شديدا مع علمي بعقل أبي الحسين، وإنه ممّن لا يمخرق عليّ في شيء، وتطلعت نفسي إلى ما يقول وقلت أدخله، فلما دخل قبل الأرض وبكى وقال: أنت واللّه في عافية واليوم تبرأ، ومعي معجزة بذلك، فقلت: وما هي؟ قال: رأيت البارحة أمير المؤمنين عليا # والناس يهرعون إليه ويسألونه حوائجهم وكأني تقدمت إليه فقلت: يا أمير المؤمنين أنا رجل غريب في هذه البلاد، تركت نعمتي بالريّ وتجارتي، وتعلقت بخدمة هذا الأمير الذي أنا معه، وقد بلغ إلى حدّ الياس من العلّة، وقد أشفقت من هلاكه فأهلك بهلاكه فادع اللّه تعالى بالعافية له، فقال: تعني أبا الحسن بن بويه؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: إمض إليه غدا وقل له: أنسيت ما أخبرتك به أمك عنّي في المنام وهي حامل، أوليس قد أخبرتها مدّة عمرك، وإنك ستعتل كذا وكذا يوما علّة تيأس فيها أطباؤك وأهلك ثم تبرأ، وأنت تصحّ من هذه العلة غدا، وتتزايد غلّتك وصلاحك، وتركب عادتك، ولا قطع عليك قبل الأجل الذي أخبرتك به أمّك عني.

  قال عضد الدولة: وكنت قد أنسيت المنام وإن أمي قالت لي في المنام إذا بلغت هذه السنة تمرض، فحين سمعت الحديث حدث لي في نفسي قوة في