نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[130] أبو شجاع، عضد الدولة، فناخسرو بن ركن

صفحة 487 - الجزء 2

  الحال ونشاط فقلت: إقعدوني، فجاء الغلمان فأقعدوني على الفراش، واستعدت حديث أبي الحسين فأعاده، فقوّيت نفسي أيضا، وتولّدت لي شهوة الطعام، واستدعيت الأطباء فأشاروا بتناول غداء وصفوه، فعمل في الحال فأكلته، ولم ينقضي اليوم الذي قال عنه أبو الحسين حتى تأتّى من الصلاح أمر عظيم، فأقبلت العافية وركبنا، وعاودت عاداتي.

  وكان عضد الدولة يقول: كنت أشتهي أن لا يكون في المنام شيء، وكنت أشتهي أن يكون فيه شيء، أمّا ما كنت أشتهي أن لا يكون فيه شيء فإنه وقف على حلب ولو كان عنده أن أملك شيئا وراء ذلك لقاله، وأخاف أن يكون حدّ ملكي من تلك الناحية، وذلك لما جاءني الخبر بإقامة سيف الدولة الدعوة لي وأعمالها ودخوله تحت طاعتي، فذكرت المنام فتنغصّ عليّ لأجل هذا الاعتقاد.

  وأمّا ما كنت أشتهي أن يكون فيه فكنت أشتهي أن أعلم من هذا الذي يملك من ولدي وهو شيخ وينتقل الملك على يديه.

  وعاش عضد الدولة بعد ذلك سنين.

  وقال الذهبي في «سير النبلاء» في سبب موته أنه نام في مجلس الأنس وكانت الشموع تشتعل، واستغرق في نومه فسقطت شمعة فاحترق الفراش، ودبّت النار في الآلات والستور حتى أظلم المجلس بالدخان، فانتبه فرأى المجلس يشتعل بالنار والدخان، فحصل له صرع وتتابع حتى مات به.

  وكان يفزع من حاجبه إذا دخل عليه.

  ومن المواعظ: أن ملكا صار يفزع من خادمه وملك الروم يهابه ويهاديه.

  وتوفي يوم الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ببغداد، ¦، ودفن بدار الملك، ثم نقل إلى مشهد أمير المؤمنين علي # فدفن به، وعمره سبع وأربعون سنة وأحد عشر شهرا وثلاثة أيام.

  ومن مآثره البيمارستان العضدي في الجانب الغربي من بغداد وليس له في الدنيا نظير، واعدّله من الآلات ما يقصر عنها الوصف.

  * * *