[131] السيد القاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد
  وتقاربها، وعند الفلاسفة أنها أبخرة فيها دهنية ارتفعت إلى الأثير فاشتعلت بناره اشتعال الفتيلة المدهونة بالنار، وكذلك النجوم التي تترامى وتطاير.
  وأمّا البرق، فإن الأبخرة التي يرفعها الهواء إلى الطبقة الزمهريرية فتستحيل هناك ماء ويتكاثف من بعضها الغمام يرتفع معها دخان دهني فإذا صكّته الريح تولّد عنه النار كما يتولد عن اصطكاك الحديد مع الحجر، والذي نطقت به الكتب الإلهية هو الحق وهو غير قولهم.
  قد بان بما أوردنا من شعر السيد قاسم الجرموزي أنه زاحم ابن نباتة والوداعي، فلو رأياه لقال الأوّل من نباتي، وقال الثاني هذا عن التورية المنسجمة وداعي، فما كواكبه إلّا زينة السماء الشعر ولا عيب في قلائده سوى أنّه ما ترك لعقود المليحة من شعر، وله القدح المعلّى في سائر العلوم، ومع ذلك فهو في عنفوان الشباب الذي لا يملّ صاحبه إلا هذه الفضائل ولا يحوم.
  * * *
  وكسمة بضم الكاف وإسكان السين المهملة وبعد الميم تاء التأنيث: قصبة ولاية جليلة، وتعرف بريمة أيضا وهي من جبال تهامة، وكان تولّاها فعمّها عدله وأولاها، وتولّى غيرها من الأعمال فما عبس، وبهت عدوّه بحسن معاملته الرعية فما نبس، وقد مضى تعريف جدّه في حرف الحاء(١). وللمولى الأخ ضياء الدين زيد بن يحيى(٢) | في وصف مائها الشهير بحميس من جملة أبيات:
  نهر يصيّره النسيم ضحى ... كالدرع وهو مقدر السرد
  تركته يحكي مبردا فلذا ... يجلو صدا الأنفاس بالبرد
  وهو أحسن وأتمّ من قول الآخر:
  والنهر فيه كمبرد ... فلأجل ذا يجلو الصدا
(١) في ترجمة الحسن بن المطهر الجرموزي، برقم ٥٢.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٧٤.