نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

أقوال العلماء فيه:

صفحة 13 - الجزء 1

  وشارك في الطب وتضلع من الأدب، ونثر ونظم فأجاد، وأدركته حرفة الأدب، وقصد المهدي صاحب المواهب، وصادف وفد العجم في الأبهة العظيمة على صاحب المواهب، فخالطهم صاحب الترجمة، وأنسوا به كلية الأنس، لما رأوا من أدبه ونقادته ومشاركته في العلوم العقلية والطبية وموافقته لهم في الاعتقاد، فمنع عن مخالطتهم، وأمر بالرحيل من المواهب إلى صنعاء، وكان له ولد يسمى إسحاق وكان شديد الحب له فلم يلبث إلا يسيرا حتى توفي الولد، فاشتدت أحزانه وتضاعفت أشجانه وكره المقام بصنعاء، وقد نظم أرجوزة في سنة ١١١٥ تدل على أحواله، وكان العامل على صنعاء من جهة صاحب المواهب في ذلك الأوان السيد شرف الدين القاسم المنجم وهو مشهور بالظلم، وصادف مع ذلك الأزمة الشديدة، وبلغ قيمة القدح الحنطة بصنعاء سبعة ريالات ولا يتحصل إلا بمشقة عظيمة، ولم تطل أيام الأزمة بل بقيت نحو أربعة أشهر. وقد استعمل في أرجوزته بعض ألفاظ ساقطة ومستهلها:

  يلو مني في قلقي صديقي ... لجهله حالي على التحقيق

  يقول ما تنفك ذا هموم ... تحاول الرحلة نحو الروم

  وكل ما نرضاه لا ترضاه ... فما الذي من دوننا تهواه

  وإنما الدنيا بلاغ زائل ... وكل هم عندها فراحل

  وإنما ثغر بعض الناس ... فلا يرى الحية في الديماس

  وكثر النصح بمثل هذا ... حتى أملّ نصحه وآذى

  قلت له يا صاحب الفضول ... ارجع إلى الواجب والمعقول

  واعلم بأني قد بلوت دهري ... فلن أراه عالما بقدري

  وإنما يعرف فضل الفاضل ... ويجعل العالم فوق الجاهل

  إلا الذي سمت به الأعراق ... ولم يدنس أمه السحاق

  كخالد وجعفر ويحيى ... والفضل من زيّن عيش الدنيا

  أيجهل الدهر اللئيم الغادر ... مناقبي وهي المثال السائر

  ثم ساق ما أثبتناه بأول هذه الترجمة من أبيات هذه الأرجوزة ثم قال:

  لا سيما وليس حولي حرّ ... ينصرني إذا غزاني الدهر

  وإنما في بلدي قرود ... بهم علينا تشمت اليهود

  ولن أحب يا حبيبي صنعا ... فأهلها بي قد أساءوا صنعا