نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[134] الأمير معتمد الدولة أبو المنيع، قرواش

صفحة 520 - الجزء 2

  للّه درّ النّائبات فإنّها ... صدأ اللّئام وصيقل الأحرار

  ما كنت إلا زبرة⁣(⁣١) فطبعنني ... سيفا وأطلق صرفهنّ غراري⁣(⁣٢)

  ودخل الظاهر الحريري المذكور في كتابي هذا⁣(⁣٣) صاحب القصة مع معاوية، أحد شعراء الدمية على قرواش فقال: إمدحني واهج البرقعيدي وكان مغنيا، وسليمان بن فهد كان وزيرا، وأبا جابر كان حاجبا فقال:

  وليل كوجه البرقعيدي مظلم ... وبرد أغانيه وطول قرونه

  شربت ونومي فيه نوم مشرّد ... كعقل سليمان بن فهد ودينه

  على أولق فيه اختباط كأنّه ... أبو جابر في طيشه وجنونه

  إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه ... سنا وجه قرواش وضوء جبينه

  قلت: لو أمره بهجاء الجنّ والأنس لا ستطردهم بهذه الطريقة الحلوة وإنّما أخّرت ذكر هذه القطعة العسجدية عن ذكره هناك لتعلقها بأخبار الأمير قرواش.

  وذكر الباخرزي أيضا للأمير أبي جؤين [ابن] عمّ قرواش⁣(⁣٤):

  قوم إذا اقتحموا العجاج رأيتهم ... شمسا وخلت وجوههم أقمارا

  وإذا زناد الحرب أخمد نارها ... قدحوا بأطراف الأسنّة نارا⁣(⁣٥)

  قال ابن خلكان: وكان قرواش وهّابا نهّابا جاريا على سنن العرب، وحكى أنه جمع بين أختين في النكاح، فلامته العرب فقال لهم: أخبروني أي شيء نحن فيه مما تبيحه الشريعة؟ وكان يقول: ما في رقبتي إلّا خمسة أو ستة قتلتهم من أهل البادية، فأمّا الحاضرة فما يعبأ اللّه بهم، ودامت دولته خمسين سنة، ووقع بينه وبين أخيه بركة بن المقلّد منازعة، وكانا خارج البلد فقبض عليه بركة سنة أحدى وأربعين وأربعمائة فقام مقامه ابن أخيه أبو المعالي قريش بن أبي الفضل بدران بن المقلد، وكان بدران ملك نصيبين فأوّل ما فعل قريش إنه قتل عمّه قرواشا في محبسه في رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ¦.


(١) الزبرة: القطعة من الحديد، وغرار السيف: حده.

(٢) دمية القصر ١/ ٣٢.

(٣) علي بن محمد الحريري، ترجمه المؤلف برقم ١٢٢.

(٤) ترجمته في: وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٥، دمية القصر ١/ ٥٠، وفيهما: اسم «أبو جوثة».

(٥) دمية القصر ١/ ٥٠، وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٥.