نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[134] الأمير معتمد الدولة أبو المنيع، قرواش

صفحة 521 - الجزء 2

  واجتمع قريش مع أبي الحارث أرسلان البساسيري العركي فنهبوا دار الخلافة ببغداد أيام القائم، وأرسلان هذا هو الذي خطب للحاكم على منابر بغداد أربعين جمعة، وقطع ذكر العباسيّة وقصّته مشهورة، ثم توفي قريش سنة [ثلاث وخمسين وأربعمائة]⁣(⁣١) بالطاعون في نصيبين من ديار ربيعة وعمره أحدى وخمسون سنة.

  وتولى إمارة بني عقيل وولده أبو المكارم مسلم بن قريش وكان ملكا عظيما عادلا وكان قد طمع في الاستيلاء على بغداد بعد وفاة السلطان طغرلبك السلجوقي، ثم رجع عنها واستولى على ديار ربيعة ومضر، وملك حلب، وأخذ الأتاوة من ملك الروم، وحاصر دمشق حتى قارب أخذها فعصى عليه أهل حرّان فرحل إليها ففتحها وقتل من أهلها خلائق سنة ٤٦٦⁣(⁣٢) واتسعت مملكته ولم يكن في أهله من ملك مثله وكانت الطرقات آمنة في بلاده.

  ومن مناقبه: أن ابن حيّوس الشاعر⁣(⁣٣) مات عنده وخلّف أكثر من عشرة آلاف دينار، فحمل ذلك إلى خزائنه فردّه وقال: لا يتحدّث عنّي أني أعطيت شاعرا مالا ثم أخذته، وإنه دخل خزائني مالا جمع من أوساخ الناس، ومنها:

  أنه كأن يصرف جزية اليهود والنصارى في جميع بلاده إلى الطالبيين ولا يأخذ منها شيئا⁣(⁣٤).

  قلت: ولعلّها تساوي الخراج فإن الجزيرة وتلك النواحي مشحونة بالنصارى والصابئين واليهود.

  وهو الذي عمّر سور الموصل ابتدأه ثالث شوال سنة أربع وسبعين وأربعمائة وفرغ منه بعد ستة أشهر.


(١) ما بين المعقوفين من وفيات الأعيان.

(٢) كذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان⁣(⁣٤٧٦).

(٣) هو أبو الفتيان الأمير مصطفى الدولة محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس - بالياء المثناة المشددة -. ولد بدمشق سنة ٣٩٤ هـ. شاعر فحل، رحل إلى حلب وبقي في كنف آل مرداس إلى أن انقرضت دولتهم، وله فيهم مدائح كثيرة. توفي بحلب سنة ٤٧٣ هـ، وله ديوان شعر، طبعه المجمع العلمي بدمشق.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٤/ ٤٣٨ - ٤٤٤، معاهد التنصيص ١/ ٢٣٤، النجوم الزاهرة ٥/ ٤٧٣، شذرات الذهب ٣/ ٣٤٣، مقدمة ديوانه، أنوار الربيع ١ / هـ ١٩٨، الاعلام ط ٤/ ٦ / ١٤٧.

(٤) وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٦ - ٢٦٨.