نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[135] أبو عمرو، قيس بن ذريح بن شبة بن حذافة

صفحة 524 - الجزء 2

  ذلك عليه فطلّقها، ثم ندم وأصابه مثل الجنون⁣(⁣١).

  وقال عندما رحل بها أبوها إلى خيبر، وهي منازل عشيرتها:

  وإنّي لمفن دمع عيني بالبكا ... حدار الذي قد كان أو هو كائن

  وقالوا غدا أو بعد ذاك بليلة ... فراق حبيب بان أو هو بائن

  وما كنت أخشى أن تكون منيّتي ... بكفيك إلّا أنّ ما خان خائن⁣(⁣٢)

  وله فيها:

  قد قلت للنفس لا لبناك فاعترفي ... قضى اللبانة ما قضيت وانصرفي

  قد كنت أحلف جهدا لا أفارقها ... آها لكثرة ذاك القيل والحلف

  حتى تكنّفني لواشون فاقتتلت ... لا تأمنن أبدا من غش مكتنف

  هيهات هيهات قد أمست مجاورة ... أهل العقيق وأمسينا على سرف

  حيّ يمانون والبطحاء منزلنا ... هذا لعمرك شمل غير مؤتلف

  ومن جيّد شعره فيها:

  سقى طلل الدار التي أنتم بها ... بشرقيّ سلمى صيّف وربيع

  مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى لبن الغداة شفيع

  سأصرم لبنى حبلك اليوم مجملا ... وإن كان صرم الحبل منك يروع

  وسوف أسلّي النفس عنك كما سلا ... عن البلد النائي البعيد نزيع⁣(⁣٣)

  وإن مسّني للضر منك كآبة ... وإن نال جسمي للفراق خشوع

  يقولون صبّ بالنساء موكل ... وما ذاك من فعل الرجال بديع

  ندمت على ما كان مني ندامة ... كما ندم المغبون حين يبيع

  نقدتك من نفس شعاع ألم أكن ... نهيتك عن هذا وأنت جميع⁣(⁣٤)

  فيا شجرات الحي حين تحمّلوا ... بذي سلم لا جادكنّ ربيع⁣(⁣٥)


(١) الأغاني ٩/ ٢١٢ - ٢١٤ باختصار.

(٢) الأغاني ٢/ ٨١ - ٨٢، ٩/ ٢١٦، الشعر والشعراء ٣٦٣، العقد الفريد ٥/ ٤١٢ وغيرها، ديوان مجنون ليلى / القطعة ٢٦٩.

(٣) النزيع: الغريب.

(٤) نفس شعاع: انتشر رأيها فلم تتجه لأمر حزم، ويريع: يرجع، وجميع: مجمعة غير متفرقة.

(٥) ذو سلم: موضع بالحجاز، ولا جادكن: لا تكرم عليكن.