[135] أبو عمرو، قيس بن ذريح بن شبة بن حذافة
  فلو لم يهجني الظاعنون لها جني ... حمائم ورق في الديار وقوع(١)
  تداعين فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح لم تقطر لهن دموع
  إذا أمرتني العاذلات بهجرها ... أبت كبد عما يقلن صديع(٢)
  وكيف أطيع العاذلات وحبّها ... يؤرقني والعاذلات هجوع(٣)
  ومن شعره، وهو أحد أصوات الأغاني المختارة:
  سلي هل قلاني من عشير صحبته ... وهل ذمّ رحلي في الرّفاق رفيق
  وهل يجتوي القوم الكرام صحابتي ... إذا اغبرّ مخشيّ الفجاج عميق(٤)
  ولو تعلمين الغيب أيقنت أنني ... لكم والهدايا المشعرات صديق
  تكاد بلاد اللّه يا أمّ معمر ... بما رحبت يوما عليّ تضيق(٥)
  وله فيها عدة أشعار.
  وقال الأصفهاني: واختلف في آخر أمرهما فقيل: ماتا على افتراقهما، وقيل: مات قبلها فبلغها موته فماتت أسفا عليه.
  وقيل ماتت قبله فوقف على قبرها وقال:
  ماتت لبينى فموتها موتي ... هل تنفعنّ حسرة على الفوت
  وسوف أبكي بكاء مكتئب ... قضى حياة وجدا على ميت
  ثم بكى حتى مات بعد ثلاث(٦).
  وقيل: إن ابن أبي عتيق سعى حتى جمع بينهما وزوّجها منه بعد أن طلّقها الزوج الذي تزوّجها بعده.
(١) الورق: جمع ورقاء وهي التي لونها لون الرماد.
(٢) الصديع: المشقوق نصفين.
(٣) هجوع: جمع هاجع وهو النائم، وأرقه: أسهره، الأغاني ٩/ ٢٤٧، كاملة في ديوان مجنون ليلى ١٧٩ - ١٩٢. وأبيات منها في: الحماسة البصرية ١٨٦، مسالك الأبصار ٩/ ١٤٣، الزهرة ١٨٣، سمط اللآلي ١٣٣ - ١٣٤، محاضرات الأدباء ٢/ ٣٠، ٤٣.
(٤) اجتوى البلد: كره المقام به.
(٥) كاملة في الأغاني ٩/ ٢٣٥ - ٢٣٧. والبيت الأخير فقط في الأغاني ٢/ ٨. وفيه: «يا أم مالك» بدل: «يا أم معمر».
(٦) الأغاني ٩/ ٢٥٢.