نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[135] أبو عمرو، قيس بن ذريح بن شبة بن حذافة

صفحة 527 - الجزء 2

  فقال روح: إذا اطمأن المجلس بأمير المؤمنين فاسألني عن عبد اللّه بن عمر هل كان يمزح ويسمع مزاحا؟ قال الوليد: أفعل، وكان عبد اللّه بن عمر صاحب سلامه لا يمزح ولا يعرف شيئا من المزاح، فتقدم الوليد وسبقه بالدخول وتبعه روح، فلما اطمأن المجلس، قال الوليد: يا أبا زرعة هل كان ابن عمر يمزح ويستمع المزاح؟ قال روح: حدثني ابن أبي عتيق أن امرأته عاتكة بنت عبد الرحمن المخزومية هجته فقالت:

  ذهب الإله بما تعيش به ... وقمرت مالك أيّما قمر

  أنفقت مالك غير مكترث ... في كلّ فاجرة وفي الخمر

  فلقي ابن أبي عتيق عبد اللّه بن عمر في الحرم فقال له: انظر في هذه الرقعة وأشر عليّ برأيك فيها، فلمّا قرأها عبد اللّه استرجع فقال له: ما ترى فيمن هجاني بهذا؟ قال: أرى أن تعفو عنه، قال ابن أبي عتيق: أقسم باللّه لئن لقيته لأنيكنه نيكا جيّدا، فصعق عبد اللّه بن عمر وارتعش وقال: مالك غضب اللّه عليك؟ قال: ما هو إلا ما قلت لك، وذهب ابن أبي عتيق فلما كان بعد يومين لقيه ابن عمر فدنا منه ابن أبي عتيق فقال له: أرأيت ذلك الإنسان الذي أخبرتك أنه هجاني، فقال عبد اللّه ودخلته روعة: نعم، قال ابن أبي عتيق قد نكته واللّه نيكا جيدا كما قلت لك، فسقط ابن عمر مغشيا عليه، فأقبل ابن أبي عتيق يصيح في أذنه بأعلى صوته: إنّها زوجتي فأفاق عبد اللّه فقبّل ما بين عينيه وضحك، وقال: أحسنت فردّها، قال: نعم، فقال: بارك اللّه عليك فضحك عبد الملك حتى فحص برجليه وقال: قاتلك اللّه يا روح ما تدع أحدا يغضب عليك فاكبّ عليه وقبّل أطرافه ورضي عنه.