[136] أبو عمرو قيس بن عمرو بن مالك بن حرب بن
  فقال له: يزيد إهج الأنصار، قال: الأخطل أخاف أباك، قال: لا تخف أنا ضامن أمانك، فقال:
  وإذا نسبت ابن القريعة خلته ... كالجحش بين حمارة وحمار
  لعن الإله من اليهود عصابة ... بالجزع بين صليصل وصرار
  قوم إذا هدر العصير رأيتهم ... حمرا عيونهم من المصطار
  خلّوا المكارم لستم من أهلها ... وخذوا مساحيكم بني النّجار
  ذهبت قريش بالمكارم والعلى ... واللؤم تحت عمائم الأنصار
  إن الفوارس يعرفون ظهوركم ... أولاد كل مقبّح أكثار
  وكان السبب في أمر يزيد له بهجائهم أن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت(١) كان خليلا لعبد الرحمن بن الحكم، فقيل له: إنّ ابن حسّان يخلفك في أهلك فراسل امرأة ابن حسان، فأخبرت بذلك زوجها، فأرسل ابن حسّان إلى امرأة عبد الرحمن بن الحكم، وقد كانت تواصله إن امرأتي تزور أهلها اليوم فزوريني حتى نخلو، فزارته فقعد معها ساعة، ثم قال لها: واللّه قد جاءت امرأتي فأدخلها بيتا إلى جنبه وأمر امرأته فأرسلت إلى عبد الرحمن بن الحكم إنّك ذكرت حبك لي وقد وقع ذلك في قلبي، وإنّ ابن حسان قد خرج اليوم إلى ضيعته فهلم فأقبل إليها فإنه لقاعد معها إذ قالت له: قد جاء ابن حسان فادخل هذا البيت فإنه لا يشعر بك فأدخلته البيت الذي فيه امرأته، فلما رآها أيقن بالسوء ووقع الشر بينهما فهجا كلّ صاحبه، وقد رويت الحكاية مقلوبة، وقيل إنهما خرجا متصيّدين في إمارة مروان، فقال ابن الحكم لابن حسّان [من الكامل]:
  أزجر كلابك إنها قلطيّة ... بقع ومثل كلابكم لم تصطد(٢)
  فقال ابن حسّان [من الكامل]:
(١) عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي: شاعر، ابن شاعر، ولد سنة ٦ هـ وكان مقيما في المدينة، وتوفي فيها سنة ١٠٤ هـ، اشتهر بالشعر في زمن أبيه، قال حسان:
«فمن للقوافي بعد حسان وابنه؟ ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت؟»
وفي تاريخ وفاته خلاف. جمع الدكتور سامي مكي العاني ما وجد من شعره في «ديوان - ط» ببغداد، ترجمته في: تهذيب التهذيب ٦/ ١٦٢، الإصابة ت ٦١٩٩، الجمحي ١٢٥، رغبة الآمل ٣/ ٦٧، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٣٠٣ - ٣٠٤.
(٢) القلطيّ من الكلاب: القصير المجتمع منها (لسان العرب: مادة قلط) والبقع: أبقع وبقعاء، وهو ما فيه سواد وبياض.