نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[136] أبو عمرو قيس بن عمرو بن مالك بن حرب بن

صفحة 532 - الجزء 2

  عبد الملك لقد زرتنا على اشتياق منّا إليك، فقال: لا واللّه ما زرتك لذلك ولا أعلمك إلا قطاعا عاقا ما أنصفتنا ولا جزيتنا جزانا، لقد كانت السابقة من بني عبد شمس لآل أبي العاص ولصهر رسول اللّه ÷ والخلافة فيهم فوصلوكم بأبي سفيان وشرفوكم وولّوكم فما عزلوكم ولا أثروا عليكم حتى إذا أفضى الأمر إليكم أبيتم إلّا أثرة بكلمون أربعين ويعلم امرؤ حيث تكون منهم حينئذ، ثم هم للجزاء بالحسنى والسوء بالمرصاد، فما أتمّ مروان كلامه حتى استحذى معاوية كلامه له وقال: لك العتبى وأنا رادك إلى عملك، فوثب مروان وقال: كلّا وعيشك لا رأيتني عايدا إليه وخرج، وكان الأحنف بن قيس حاضرا فقال له: ما هذا الخضوع لمروان وأيّ شيء تخشاه إذا بلغ بنو الحكم أربعين! قال معاوية: إن الحكم بن أبي العاص كان أحد من قدم مع أختي أم حبيبة لمّا زفّت إلى رسول اللّه ÷ فجعل يحدّ النظر إليه فلما خرج قيل: يا رسول اللّه إنّك أحددت النظر إلى الحكم فقال: ذاك رجل إذا بلغ أولاده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر بعدي، فو اللّه لقد تلقاها مروان من عين صافية، ولا بد أن يكون ما سمعت، فقال الأحنف: إكتم هذا فإنك تضع من نفسك ومن قدر ولدك بعدك إن يقض اللّه تعالى ما يكون، قال: فاكتمها عليّ أبا بحر فلعمري صدقت ونصحت.

  وأمّا كعب بن جعيل فكان شاعر أهل الشام بصفّين وقيل إنه لما أقام مدّة لا يتصدى شاعر لهجائه خوفا من لسانه حتى سلطت عليه امرأة من بكر بن وائل فقالت فيه:

  وسميت كعبا بشرّ العظام ... وكان أبوك يسمى الجعل

  وأنت مكانك من وائل ... مكان القراد من است الحمل

  ففضحته وأسقطته، وأمره يزيد بن معاوية بهجاء الأنصار، فقال: أفرق من أمير المؤمنين، ولكن أدلّك على الكافر الماهر، قال: ومن هو؟ قال الأخطل⁣(⁣١)


(١) هو أبو مالك غياث بن غوث التغلبي المعروف بالأخطل - أي السفيه -. شاعر فحل مسيحي من أهل الحيرة، بقي طول حياته مخلصا لنصرانيته ولبني أمية. عاصر معاوية ويزيد ومروان وعبد الملك والوليد بن عبد الملك، ومدحهم وهجا خصومهم، وهجا الأنصار بإيعاز من يزيد، فهاج الأنصار وكاد الخرق أن يتسع لو لم يتدارك الامر معاوية بطريقته المعروفة. توفي سنة ٦٩٢ م.

ترجمته في: الأغاني ٨/ ٢٩٠ - ٣٣٢، شعراء النصرانية بعد الاسلام / ١٧٠، الشعر والشعراء / ٣٩٣، شرح شواهد المغني / ١٢٣، الموشح / ٢١١، أنوار الربيع ٢ / هـ ٨٨.