نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[137] أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن

صفحة 538 - الجزء 2

  وجعله ابن سلام صاحب طبقات الشعراء من الطبقة الأولى مع جرير⁣(⁣١) والفرزدق⁣(⁣٢) واضرابهما⁣(⁣٣).

  وذكره الأصبهاني في شعراء الأغاني وقال: إنه من فحول شعراء الإسلام وإنه كان غاليا في التشيع على مذهب الكيسانية وإنه كان يدين بالرجعة والتناسخ، وإنه كان أحمق مشهورا بذلك، وكان بنو مروان يعرفون نحلته فلا يغيّرهم لجلالته في أعينهم ولطف محلّه عندهم وكان تيّاها على كل أحد⁣(⁣٤).

  وكان يدخل على عمّة له برزة فتكرمه وتطرح له وسادة يجلس عليها فقال لها يوما: لا واللّه ما تعرفيني ولا تكرميني حق كرامتي، قالت: بلى واللّه إني لأعرفك، قال: فمن أنا، قالت: فلان بن فلان بن فلانة وجعلت تمدحه وتمدح أباه وأمّه، قال: قد علمت إنك لا تعرفيني، فقالت: من أنت؟ قال: أنا يونس بن متى وقرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}⁣(⁣٥).

  ودخل عليه عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي # يعوده في مرض موته فقال كثير: إبشر فكأنك بي بعد أربعين ليلة قد طلعت عليك على فرس ابن أبي عتيق، فقال عبد اللّه: مالك عليك كذا وكذا، واللّه لئن متّ لا أشهد جنازتك، فإن عشت لا أكلّمك أبدا.

  وعن عبد العزيز بن عمر: أن أناسا من أهل المدينة كانوا يلعبون بكثير فيقولون وهو يسمع إن كثيرا لا يلتفت من التيه، ثم يجيء أحدهم من ورائه فيأخذ رداءه فلا يلتفت ويمضي في قميصه.

  وقال له عبد الملك بن مروان: من أشعر الناس يا أبا صخر؟ قال: من روى أمير المؤمنين شعره، قال: أنت منهم يا أبا صخر.

  وقال الرصافي⁣(⁣٦): رأيت كثيّرا يطوف بالبيت، فمن حدّثك إنه يزيد على


(١) مرت ترجمته بهامش سابق.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٨٧.

(٣) الأغاني ٩/ ٧.

(٤) الأغاني ٩/ ٧.

(٥) سورة الانفطار: الآية ٨.

(٦) في الأغاني: «الوّقاصيّ».