[137] أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن
  رمتني على عمد بثينة بعد ما ... تولّى شبابي وارجحنّ شبابها
  بعينين نجلاوين لو رقرقتهما ... لنوء الثريّا لاستهلّ سحابها
  فسفرت عزّة عن وجهها فبادر بأن قال:
  ولكنّما ترمين نفسا مريضة ... لعزّة منها صفوها ولبابها
  فضحكت ثم قالت: أولى لك نجوت بها، وتضاحكتا معا(١).
  وتوفي كثير سنة خمس ومائة في خلافة يزيد بن عبد الملك واتفقت جنازته وجنازة عكرمة الفقيه المشهور مولى ابن عباس فاجتمعت قريش في جنازة كثيّر ولم يوجد لعكرمة من يحمله، وقيل: مات أفقه الناس وأشعر الناس، ¦.
  وكان عكرمة متهما بمذهب الخوارج، والرجعة قبل يوم القيامة، مذهب محدثي الإمامية لرواية ابن بابويه القميّ في عيون أخبار الرضا عن الصّادق # ثبوتها، حتى قيل: إن كل ميت حتف أنفه والعسكر.
  وروى أنه سئل أمير المؤمنين # عن دابة الأرض، فقال: هي دابة تأكل التمر واللّحم وتتكلّم، فقالوا: إنّما يعني نفسه، ويحتجون بقوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً}(٢) والفوج: الجماعة فهذا غير الحشر الأعظم، وأهل العقليات من الإمامية كالأستاذ الطوسي وغيره منعوها عقلا، وضعفوا رواية النقل، وأمّا غيرهم فيحتجّ في المنع بالإجماع وهو غير مسلم والقدرة أعظم من ذلك. واللّه أعلم.
(١) الزهرة ١٣، الأغاني ٩/ ٤٦، حماسة الخالديين ٢/ ٢٢٩، الحماسة البصرية، ديوانه ٤٤٧.
(٢) سورة النمل: الآية ٨٣.