[137] أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن
  قال أبو عليّ: الصفوج: المعرضة.
  استبلّت: ذهبت.
  قال: ولا أعرف بلّت ذهبت إلا في تفسير هذا البيت.
  واشتهر كثيّر بحبّ عزّة بنت حميد، وحكي أنّها دخلت على عبد الملك بن مروان وقد عجزت فقال لها: أنت عزّة كثير؟ قالت: أنا عزّة بنت حميد، فقال:
  هل تروين قول كثيّر فيك:
  وقد زعمت أني تغيّرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيّر
  تغيّر جسمي والخليقة كالّتي ... عهدت ولم يخبر بسرّك مخبر(١)
  قالت: كلّا ولكني أروي له:
  «كأنّي أنادي صخرة حين أعرضت» البيتين،
  فأمر لها فأدخلت إلى عاتكة بنت يزيد وقال لها عبد الملك: ما رأى فيك كثيّر حين عشقك؟ قالت: الذي رأى الناس فيك حين ولّوك الخلافة، فضحك عبد الملك حتى بدت له سنّ سئ كان يسترها.
  ودخلت على أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان فقالت لها: أرأيت قول كثيّر فيك:
  قضى كلّ ذي دين فوفّى غريمه ... وعزّة ممطول معنى غريمها
  ما هذا الذي ذكره؟ قالت: قبلة وعدته إياها، قالت: انجزيها وعليّ إثمها(٢).
  وحكى: أن عزّة قالت لبثينة صاحبة جميل بن معمر العذري: تصدّي لكثيّر وأطمعيه في نفسك حتى أسمع ما يجيبك به، فأقبلت بثينة إليه وعزّة تمشي خلفها مختفية فعرضت عليه الوصل فقاربها وقال:
(١) الشعر في: وفيات الأعيان ٣/ ١٠٩، الحماسة البصرية، الأمالي للقالي ٢/ ١٠٤، الأغاني ٩/ ٣٦، زهر الآداب ٢٤٦، ديوانه ٣٢٨.
(٢) الغريم: الدائن، ممطول: مدافع بالمطال وهو التسويف، وفيات الأعيان ٣/ ١٠٨، ١٠٩، نهاية الأرب ٣/ ٧٨، خزانة الأدب ٢/ ٣٨٢، زهر الآداب ٢٤٦، الأغاني ٩/ ٣٣، ٣٥، ٣٦، العيون والمحاسن ٤/ ٩٢، كاملة في ديوانه ١٤٠ - ١٤٨.